لو تكلم الموتى

االكتظاظ ونقص التهوية
عاش المعتقلون في زنازين مكتظة دون إضاءة،‏ ال يجدون مكانا لالستلقاء على األرض أو الجلوس بشكل مريح.‏ لم
يسمح لھم قط بمغادرة الزنزانة أو استنشاق ھواء منعش.‏ قال منشق عمل حارسا في فرع األمن العام في الخطيب في
دمشق ل ھيومن رايتس ووتش إنه قبل أن ينشق عام 2013، كانت زنزانة في الفرع مصم َّمة لتستوعب 200 معتقل
تضم نحو 600. أضاف:‏ ‏"كانت مليئة بالروائح واألمراض".‏ 99
وصف العديد من المعتقلين الصدمة التي شعروا بھا من ارتفاع درجة الحرارة والرائحة والرطوبة واالكتظاظ حين
دخلوا ألول مرة طابق الفرع األمني الذي يُحتجز فيه المعتقلون،‏ الذي يكون في معظم األحيان تحت األرض.‏ قال بالل
الذي كان محتجزا في الفرع 215 الذي تديره المخابرات العسكرية:‏ ‏"حين دخلت الزنزانة ألول مرة شعرت بموجة
حارة.‏ كانت تحمل رائحة حيوان ميت.‏ كان ‏(الھواء)‏ مثل النار".‏
قال الطبيب مأمون الذي احتجز في الفرع نفسه:‏
‏"كان ھناك باب حديدي وضعونا خلفه.‏ كانت الجو رطبا جدا جدا جدا.‏ بدأت أتعرق على الفور.‏
كنت أشم رائحة مميتة،‏ لم أكن أعرف كيف أتحملھا.‏ كان الناس يجلسون على األرض دون
مالبس.‏ وجدنا أشخاصا يقفون أمام الحمامات.‏ في الغرف،‏ وفي الممرات،‏ الجميع يجلس
القرفصاء.‏ في كل الفروع التي رأيتھا،‏ لم أر أي شيء مثل ھذا.‏ المالبس كانت تتحلل في 10
أيام".‏ 100
4
25
منذر،‏ الذي اعتقل في الفرع 248 ‏(المخابرات العسكرية)،‏ قال إنه قضى يوما في زنزانة مساحتھا أمتار في
أمتار وبھا معتقال.‏ أضاف أن أبعد ركن عن الباب كان يسمى ‏"ركن الموت"،‏ ألنه ال يصله ھواء يذكر.‏ قال:‏
‏"كنا نريد أن نُضرَب لمجرد أن نستطيع ‏(أن نغادر الزنزانة و)‏ نتنفس".‏ تابع:‏ ‏"العقاب كان أسھل من الرائحة،‏
والجو".‏ 101
5
115
ھيثم،‏ معتقل سابق في فرع فلسطين،‏ وصف زنزانته قائال:‏
إلى 5
‏"كان عرضھا من 4 أمتار وطولھا 10 أمتار.‏ كان لھا باب حديد صغير تعلوه قضبان.‏ لم
تكن الغرفة مضاءة.‏ كانت توجد لمبة نيون في المدخل،‏ ترسل نورا خافتا من بين قضبان الباب...‏
إلى 110
كل المعتقلين،‏ من 100 أشخاص،‏ لم يكونوا يرتدون مالبس،‏ بسبب ارتفاع درجة
الحرارة ومعدل الرطوبة.‏ كانوا جميعا بالمالبس الداخلية ‏(أو)‏ بدون مالبس داخلية،‏ ألنھم معتقلون
منذ فترة طويلة اھترأت فيھا مالبسھم الداخلية.‏ كنا نتبادل ورديات تمتد لثالث ساعات.‏ في األولى
تقف،‏ ثم تجلس القرفصاء ‏(و)تستريح".‏ 102
1
جميع المعتقلين الذين قابلناھم لغرض ھذا التقرير قالوا إن الشاويش في زنازينھم يحدد لھم عدد معين من بالط
األرضية،‏ من إلى 3، يطلب منھم البقاء عليھا.‏ قال الطبيب مأمون:‏
99
مقابلة ل ھيومن رايتس ووتش مع فھد المحمود،‏
مقابلة ل ھيومن رايتس ووتش مع الطبيب كريم مأمون،‏
مقابلة ل ھيومن رايتس ووتش مع منذر،‏ تركيا،‏
مقابلة ل ھيومن رايتس ووتش مع ھيثم،‏
15 يونيو/حزيران .2015
14 أبريل/نيسان .2015
14 يونيو/حزيران .2015
9 يونيو/حزيران .2015
100
101
102
هيومن رايتس ووتش | ديسمبر/‏ كانون األول 2015
49