الحادي عشر - النسخة الإماراتية
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
بكين تسعى لكبح جماح قفزة<br />
الديون ببرنامج لاستبدال حصص<br />
الملكية بالديون<br />
وقال مبعوث صندوق النقد في الصين «جايمس دانييل»<br />
في التقييم السنوي للاقتصاد الصيني الصادر في أغسطس<br />
الماضي: «إن ديون الشركات تعتبر مرتفعة بأي مقياس<br />
ممكن».<br />
وفي مايو الماضي، نقلت صحيفة ذا بيبول ديلي الصينية<br />
الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في البلاد عن<br />
مسؤول لم تذكر اسمه قوله: إن الديون المرتفعة تهدد<br />
الاقتصاد اكبر في آسيا، واصف إياها ب»الخطيئة اساسية<br />
للصين».<br />
كان صندوق النقد الدولي قد حذر في يونيو الماضي من أن<br />
مستويات الديون في الصين أصبحت «تثير المخاوف»، مطالب<br />
بضرورة التعامل مع هذه المشكلة بشكل عاجل.<br />
وأظهرت بيانات لبنك الشعب (البنك المركزي) ارتفاع إجمالي<br />
التمويل في شهر أغسطس الماضي إلى ١٫٤٧ تريليون يوان (٢٢٠<br />
مليار دولار) مقابل ٤٨٧٫٩ مليار يوان في يوليو.<br />
ويأتي الارتفاع في القروض الصينية مع اتجاه الحكومة لدعم<br />
الائتمان في مسعى لزيادة النمو الاقتصادي للبلاد، مع معاناة<br />
ثاني أكبر اقتصاد في العالم من تباطؤ للنمو.<br />
وتحتاج الصين لزيادة الائتمان الذي يؤدي بدوره لنشاط انفاق<br />
الاستهلاكي والاستثماري وبالتالي لدعم النمو الاقتصادي في<br />
البلاد.<br />
وسجلت الصين معدل نمو اقتصادي بلغ ٦٫٧٪ في الربع الثاني<br />
من العام الحالي، وهو أبطأ معدل نمو منذ ٢٥ عام، في<br />
حين حددت الحكومة مستهدف يتراوح بين ٦٫٥ إلى ٧٪ في<br />
العام الحالي.<br />
وتعاني بكين من ارتفاع قيم التدفقات النقدية الخارجة من<br />
البلاد خلال ال ٢٤ شهر الماضية، وسط مخاوف بشأن اتجاه<br />
البنك المركزي لخفض قيمة اليوان مجدد، لدعم النمو<br />
والصادرات، باضافة إلى القلق حيال التباطؤ الاقتصادي في<br />
البلاد.<br />
وأعلنت الصين استراتيجية تتمثل في تحول نموذج الاقتصاد<br />
للاعتماد على الاستهلاك والخدمات بدلاً من التصدير<br />
والتصنيع؛ ما تسبب في تباطؤ ملحوظ للقطاع الصناعي<br />
وتخمة المعروض.<br />
وتثير ازمة مخاوف عالمية واسعة مع احتمالية ارتفاع حدة<br />
امر ليؤثر على الاقتصاد العالمي بأسره، مع حقيقة قوة<br />
وتأثير ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وارتباط العديد من<br />
الاقتصادات الناشئة والكبرى له بشكل ما.<br />
كانت صادرات وواردات الصين قد سجلت تراجع ملحوظ<br />
خلال اشهر الماضية، مع تباطؤ النشاط الاقتصادي في<br />
البلاد؛ ما ألقى بظلال قاتمة على بعض الدول المصدرة<br />
للمواد الخام مثل أستراليا والبرازيل.<br />
وسجلت صادرات الصين المقومة بالدولار امريكي تراجع<br />
في شهر أغسطس الماضي بنسبة ٢٫٨٪ على أساس سنوي،<br />
بعد هبوط بلغت نسبته ٤٫٤٪ في يوليو، في حين ارتفعت<br />
الواردات ول مرة في عامين تقريب.<br />
وقال مسؤولون في الصين: إن الحكومة تعمل على كبح<br />
جماح مخاطر ارتفاع الديون عن طريق استحداث برنامج<br />
لاستبدال حصة من الملكية بالديون الخطرة.<br />
وأوردت «رويترز» على لسان مصادر قولهم: إن شركة صاينو<br />
ستيل المملوكة للدولة سوف يُسمح لها بتحويل ٢٧ مليار<br />
يوان إلى سندات قابلة للتحويل سهم، في أول تطبيق عملي<br />
للخطط الحكومية الرامية لخفض مخاطر الديون المرتفعة.<br />
وأشار المسؤولون الصينيون إلى أن البرنامج سوف يقتصر على<br />
الشركات الناجحة التي تعاني من صعوبات مؤقتة، وليست<br />
المؤسسات غير القادرة على النجاة بدون تمويل خارجي.<br />
وتوقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تقرير<br />
حديث، نمو الاقتصاد الصيني بنسبة ٦٫٥٪ في عام ٢٠١٦ ثم<br />
٦٫٢٪ في العام المقبل، مشيرة إلى الضغوط التي تواجه ثاني<br />
أكبر اقتصاد في العالم؛ بسبب تحول النموذج الاقتصادي من<br />
التصنيع إلى الخدمات والاستهلاك.<br />
57