الحادي عشر - النسخة الإماراتية
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
كيف ترى مستقبل الاقتصاد اسلامي والصيرفة<br />
اسلامية حول العالم؟<br />
جميع المؤشرات تدل على أن الاقتصاد اسلامي سيحتل مكانة<br />
متقدمة على خارطة الاقتصاد العالمي، الدليل على ذلك، أن<br />
قطاعاته سواء الصيرفة والتمويل والمنتجات الحلال وغيرها،<br />
كانت اسرع نمو خلال السنوات الماضية التي تلت أزمة ٢٠٠٨.<br />
كما أن هناك مراكزَ اقتصادية عالمية كبيرة ومؤثرة تتوجه نحو<br />
تبني التمويل اسلامي لتحريك مسيرته التنموية؛ فالصين أعلنت<br />
عن نيتها استخدام الصكوك كمنتج مالي لتمويل مشاريع مبادرة<br />
إعادة إحياء طريق الحرير، أما صندوق النقد والبنك الدوليين فبادرا<br />
إلى إنشاء جهاز للتمويل اسلامي ضمن مؤسستيهما.<br />
هناك تفاوت كبير في معدلات النمو بين المصارف<br />
اسلامية والمصارف التقليدية.. ما رأيك؟<br />
صحيح أن البنوك التقليدية أكبر وأقوى من المصارف اسلامية،<br />
لكن معدلات نمو المصارف اسلامية فاقت التقليدية إلى حد<br />
كبير. إن مرحلة ازمة المالية والسنوات القليلة التي تلتها تعتبر<br />
اختبار داء البنوك والمصارف بشكل خاص، وبحسب بيانات وكالة<br />
ستاندرد آند بورز، استطاعت البنوك اسلامية بشكل عام وتلك<br />
العاملة في منطقة الخليج العربي بشكل خاص، أن تنمو أكثر من<br />
التقليدية في الفترة بين عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٢، ونمت أصولها بمعدل<br />
مركب بلغ ١٧٫٤٪ مقارنة ب ٨،١٪ في التقليدية، ونما صافي تمويلها<br />
وودائع عملائها بمتوسط ١٨٫٢٪، و١٩٫٩٪ مقارنة ب ٨٪، و١٠٪ في البنوك<br />
التقليدية.<br />
كيف ترى تأثير تلك البيانات على واقع الاقتصاد اسلامي<br />
حالي؟<br />
أهمية هذه البيانات أنها جاءت بمثابة قراءة داء البنوك والمصارف<br />
اسلامية إبان ازمة العالمية، وقراءة لمستوى ثقة العملاء<br />
بمؤسساتهم المالية، وأنها مؤشر على تفوق المصارف اسلامية<br />
في مستويات الربح أيض، والفرق الواضح الذي يميل لصالح البنوك<br />
التقليدية هو فرق في الحجم فقط ن القطاع المالي التقليدي<br />
سبق القطاع المالي اسلامي بعقود بل بقرون طويلة.<br />
ما توقعاتك لمعدل نمو اصول المالية اسلامية في<br />
العالم التي لا تزال ضئيلة مقارنة بحجم الاقتصاد العالمي؟<br />
في استعراض سريع لنمو اصول المالية المتوافقة مع الشريعة<br />
اسلامية في العالم، نجد وبحسب بيانات اتحاد المصارف العربية،<br />
أنها كانت بحدود ٦٣٩ مليار دولار في نهاية عام ٢٠٠٨ وارتفعت<br />
إلى ١،٦ تريليون دولار عام ٢٠١٣، وارتفعت لحدود ٢ تريليون دولار في<br />
نهاية العام الماضي، حسب تقرير واقع الاقتصاد اسلامي، ومن<br />
المتوقع وصولها إلى ما بين ٢٫٦ و٣٫٢ تريليون دولار بحلول ٢٠٢٠.<br />
وهذا النمو السريع يبشر بتوسيع حصة الصيرفة والتمويل<br />
اسلامي في القطاع العالمي، لكننا بحاجة لتفعيل جملة من<br />
المحفزات لبلوغ هذا الهدف.<br />
وما الذي يجب القيام به لتحقيق النمو المطلوب؟<br />
يجب إعادة صياغة مفهوم القطاع المالي في الاقتصاد<br />
اسلامي؛ فهذا القطاع ليس حكر على أموال المسلمين فقط،<br />
بل هو قادر على استيعاب أية أصول مالية وثروات يرغب أصحابها<br />
في استثمارها بالقطاعات الاقتصادية الحقيقية المدارة، وفق<br />
معايير شرعية وأخلاقية ممولة من مؤسسات مالية إسلامية.<br />
عبدا العور في سطور:<br />
تولى عبدا محمد العور قبل تعيينه مدير تنفيذي لمركز<br />
دبي لتطوير الاقتصاد اسلامي في ديسمبر ٢٠١٣ عدد من<br />
المناصب في عددٍ من الجهات التابعة لحكومة دبي، فقد<br />
عمل رئيس تنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي منذ<br />
عام ٢٠٠٩ وحتى عام ٢٠١٢، وشغل قبل ذلك منصب مديرها<br />
التنفيذي.<br />
بدأ العور حياته المهنية في عام ٢٠٠١ مدير للمبيعات في<br />
فريق العمل المؤسس لمدينة دبي للمعرفة، ومدينة دبي<br />
لنترنت، وشغل سابق عضوية في مجلس إدارة بورصة<br />
دبي.<br />
يحمل عبدا العور درجة بكالوريوس العلوم في إدارة<br />
اعمال من جامعة كولورادو في بولدر، كولورادو بالولايات<br />
المتحدة امريكية، وهو خريج برنامج محمد بن راشد عداد<br />
القادة.<br />
47
Change language