Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الزُّ وق التِّحتاين
155
المناسبات الدّ ينيّة
تعتبر العادات والتّقاليد من األمور اليت اعتاد عليها النّاس طوعاً أو
كراهيةً فتنتقل عر األجيال ألنّها من املوروثاث عن اآلباء واألجداد، وبالتالي
ال ميكن إالّ أن يتقيد املرء بها ويصاحبها بعض املتغريّ ات حبسب ثقافة الشّ خص.
مناسبة عيدي الفطر واألضحى: تعتر هاتان املناسبتان من الشرائع اإلسالمية
اليت كان يعمل بها أهلنا يف كل عام، فتتوقف كافة األعمال واألشغال ويبدأ
النّاس بزيارة بعضهم بعضاً فهاتان املناسبتان فرصة لزيارة األقارب ووصل
األرحام، واملصاحلة بني املتخاصمني اليت تقع على عاتق املشايخ ورجال العائلة،
فال جيوز أن يبقى خصام وجفاء يف القرية. وخيتلف كل عيد مبا تقوم به العائالت،
ففي عيد الفطر يلبس الكبار والصّ غار املالبس اجلديدة ويتجول بائعو احللوى
يف طرقات القرية، وتصنع بعض العائالت كعك العيد احملشو بالتّمر، والزّالبيا
وغري ذلك ويتم توزيع الكعك وغريه على اجلريان واألقارب، ويوزّعونه أيضاً
عند قبور األحباب واألهل صباح يوم العيد إىل جانب احللوى، ومنهم من كان
يبكي متذكّراً أحبابه، ويتزاور الناس للتهنئة، ويذهب الرجال من أجل تأدية
صالة العيد يف الناعمة أو اخلالصة لوجود مساجد يف هاتني القريتني، فيعايدون
بعضهم بعضاً، وتفتح املضافات الستقبال الناس. والرّجل يزور رمحه من بنات
وأخوات وأمّ، ومنهم من يقدّم عيديّة هلنّ حبسب مقدرته. أمّا األوالد فكانوا
يلبسون املالبس اجلديدة، وحيصلون على قطع احللوى وبعض النّقود، ليشروا
الفلّني ومسدّساته والبالونات. وكان مشايخ العائالت وامليسورون يقومون
بذبح الذّبائح، وتوزيعها على العائالت غري امليسورة، وبعض هذه الذّبائح رمبّ ا
يكون نذراً.