2020_compressed

الزُّ‏ وق التِّحتاين
67
القرية واالحتالل الصّ‏ هيوني
يروي لي رجاالت القرية الذين عاينوا األحداث شخصيّاً،‏ بأنّ‏ سكان
القرية كان هلم دور يف حماربة الصّ‏ هاينة واالنتداب الريطاني الذي كان يدعمهم،‏
فقد كان األهالي يبيعون مواشيهم لشراء السّ‏ ‏الح والدفاع به عن أنفسهم
وقريتهم وقد اشتروا األسلحة من سوريا،‏ من جتار السّ‏ ‏الح هناك،‏ حيث كان
سعر البارودة ‏»البندقيّة«‏ يراوح بني 50 و 100 لرية فلسطينيّة؛ إالّ‏ أنّ‏ البارودة
األملانيّة كانت أغلى،‏ فحارب أهل القرية الصّ‏ هاينة،‏ ونذكر منهم:‏ إمساعيل
مصطفى،‏ وحممد املفلح،‏ ويوسف خضر،‏ وذلك عندما أرادوا الدّخول إىل القرية
عام 1947، وكان أهل القرية حيملون أسلحة إجنليزيّة معدلة وفرنسيّة قصرية،‏
وتوقّف الرتل املهاجم يف وادي نهر براغيث ‏)الريغيث(‏ حيث سقط شهداء
وجرحى من أهل القرية عُرِفَ‏ من اجلرحى أمحد يوسف دخل اهلل.‏
عام 1948 أطلق أبو حسني علي الداوود النّار على قافلة صهيونية
فقتل العديد من أفرادها،‏ وذلك أثناء عبورها إحدى العبارات على جمرى نهر
براغيث،‏ حيث استوىل أهل القرية على غنائم كثرية.‏ وقد علم اليهود باألمر من
العمالء،‏ فقاموا بتفجري منزله انتقاماً‏ منه؛ إالّ‏ أنّه كان قد تركه وعائلته قبل ذلك
بوقت قصري.‏ وبعد ذلك كان مير ابن حممود احملمد من املكان،‏ فطلب اجلنود
الصّ‏ هاينة منه أن يقوم بتصليح العبّارة؛ إالّ‏ أنّه رفض،‏ فطلبوا منه أن ينبطح
أرضاً،‏ ووجهه إىل األرض.‏ وعندما انتهوا من عملهم،‏ أطلقوا النّار عليه وهو
منبطح،‏ ثمّ‏ مت وضع لغمٌ‏ آخر يف بيت املختار،‏ وقد انفجر باملاشية،‏ ومل يسقط
ضحايا،‏ ومن ثمّ‏ عمل اهلاغانا على نسفه متاماً،‏ وكان السّ‏ ‏الح الذي حيمله علي
الدّاوود خيصّ‏ أمحد ملحم حلسني.‏
من بني الشهداء الذين سقطوا أثناء االشتباكات اليت كانت حتدث مع
الصّ‏ هاينة موسى علي موسى،‏ وقد مت دفنه يف مقرة البلدة يف تل الواويات.‏