العدد الثامن- النسخة المصرية
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
وكانت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي امريكي قد أشارت<br />
خلال شهادتها أمام الكونجرس امريكي أنها تتوقع رفع معدل<br />
الفائدة «في وقت قريب نسبي»، وذلك للمرة اولى منذ زيادة<br />
الفائدة في ديسمبر ٢٠١٥.<br />
وتلقت العملة امريكية دعم من جانب الخطة التحفيزية القوية<br />
لترامب، والتي تشمل خفض ضريبي كبير، وزيادة انفاق الحكومي<br />
خاصة في قطاع البنية التحتية؛ ما يدعم التوقعات بارتفاع معدل<br />
التضخم في الولايات المتحدة؛ وهو ما قد يبرر رفع الفائدة.<br />
وأظهرت بيانات رسمية أمريكية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين<br />
في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر الماضي بأسرع وتيرة في<br />
عامين، مسجلاً ٠٫٤٪ مقابل ٠٫٣٪ في سبتمبر السابق له، كما سجل<br />
زيادة بنحو ١٫٦٪ على أساس سنوي، وهو أكبر معدل للنمو منذ<br />
أكتوبر ٢٠١٤.<br />
ومن المقرر أن تجتمع لجنة السوق المفتوح في مجلس الاحتياطي<br />
الفيدرالي يوم ١٤ ديسمبر، وسط تكهنات متزايدة بالاتجاه لرفع<br />
معدل الفائدة من مستوياتها المتدنية الحالية والتي تتراوح بين<br />
٠٫٢٥ إلى .٪٠٫٥٠<br />
ويشهد الاقتصاد امريكي حالة من اداء الجيد خلال الفترة<br />
الماضية، حيث نما الناتج المحلي اجمالي بنحو ٢٫٩٪ في الربع<br />
الثالث من العام الحاليّ ، مقابل نمو بلغت نسبته ١٫٤٪ في الفترة<br />
نفسها من عام ٢٠١٥.<br />
كما أعلنت وزارة العمل امريكية في بداية نوفمبر تراجع معدل<br />
البطالة في الولايات المتحدة من مستوى ١٠٪ في عام ٢٠٠٩ إلى ٤٫٩٪<br />
بنهاية شهر أكتوبر الماضي، في إشارة إلى قوة سوق العمل وقرب<br />
الوصول لمستوى التشغيل الكامل.<br />
مخاوف وآثار عالمية<br />
ولم تقتصر أسباب الصعود الملحوظ للدولار امريكي<br />
على اداء الجيد للاقتصاد اكبر في العالم، وإنما ساهم<br />
أيض في قفزة الدولار مع توقعات خاصة باسواق<br />
اخرى.<br />
ويقول محمد العريان، المحلل الاقتصادي، عبر مقال في «بلومبرج<br />
فيو»: إن التوقعات تشير إلى استمرار سياسة التيسير الكمي للبنك<br />
المركزي اوروبي وبنك اليابان؛ ما يعني تزايد الهوة بين السياسة<br />
النقدية امريكية المتشددة نسبي ونظيرتها التيسيرية في أوروبا<br />
واليابان.<br />
وأضاف العريان: أن رؤوس اموال الهاربة من منطقة اليورو واليابان<br />
والصين أيض تميل للتوجه صوب الدول التي تسجل مستويات نمو<br />
مرتفعة ومعدلات عائد أعلى؛ ما تسبب في دعم صعود العملة<br />
امريكية.<br />
كما برزت بعض المخاوف السياسية في أوروبا عقب فوز دونالد<br />
ترامب بالرئاسة في الولايات المتحدة؛ بفعل تكهنات بإمكانية<br />
نشاط الحركات المناوئة للاتحاد اوروبي، بدء باستفتاء الدستور<br />
في إيطاليا في ٤ ديسمبر.<br />
وعلى الجانب اخر، شهدت اصول في اسواق الناشئة تأثر سلبي<br />
ملحوظ بتكهنات رفع الفائدة امريكية، حيث سجلت هبوط<br />
قوي بفعل مخاوف التراجع اضافي لقيم عملاتها؛ وبالتالي<br />
ارتفاع الديون الخارجية وهروب رؤوس اموال.<br />
وانخفضت الليرة التركية بنهاية اسبوع الثالث من نوفمبر دنى<br />
مستوى على اطلاق أمام الدولار امريكي، كما سجل اليوان<br />
الصيني أقل مستوياته في ٨ سنوات مقابل العملة امريكية.<br />
وكشف بنك «جي بي مورجان»: أن المستثمرين سحبوا أموالهم<br />
من صناديق السندات الخاصة باسواق الناشئة بقيمة ٦٫٤ مليار<br />
دولار بعد انتخاب الرئيس امريكي الجديد «ترامب»، وهي أعلى<br />
وتيرة تخارج أسبوعية على اطلاق.<br />
كما شهدت صناديق الاستثمار في اسهم باسواق الناشئة<br />
تخارج رؤوس أموال بقيمة ٦٫٢ مليار دولار، وهو أكبر معدل منذ<br />
أغسطس ٢٠١٥.<br />
وتوقعت وكالة موديز لخدمات المستثمرين أن تقود الولايات<br />
المتحدة نمو الاقتصادات العالمية الكبرى خلال العامين المقبلين،<br />
رغم المخاوف المتعلقة بالتدابير الحمائية التي قد تتخذها تحت<br />
قيادة الرئيس الجديد للبلاد.<br />
وأشارت موديز، عبر تقرير صادر في منتصف نوفمبر، إلى أن الولايات<br />
المتحدة قد تسجل نمو اقتصادي بمعدل ٢٫٢٪، و٢٫١٪ خلال عامي:<br />
٢٠١٧، و٢٠١٨، مقابل ١٫٦٪ فحسب في العام الجاري.<br />
وكان دونالد ترامب قد تعهد بإعادة التفاوض حول الاتفاقات<br />
التجارية «غير المنصفة» لبلاده، مشير إلى إمكانية إلغاء بعض<br />
الاتفاقات مثل اتفاق التجارة الحرة في أمريكا الشمالية «النافتا».<br />
63