جريدة مونستر العدد 9
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
www.munister.de<br />
02.November 2016<br />
Friedensengagement<br />
bis an die Grenze<br />
der Kapazitäten<br />
14<br />
بسم الله الرحمن الرحيم<br />
فخامة السيد الرئيس، السيد رئيس الجائزة، املنظمون واألصدقاء<br />
الكرام، شكرا جزيا.<br />
أتقدم بخالص مشاعر العرفان ملواطني هذه املدينة العريقة،<br />
مونسر، وإىل كل الشعب األملاين. كا وأعرب عن التقدير واالمتنان<br />
للجمعية االقتصادية )إلقليمي ويستفاليا وليب(، ملنحي هذه<br />
الجائزة، ألنضم بذلك لقامئة الزعاء الذين نالوا هذا الرف من<br />
قبي عى مستوى العامل.<br />
ما يسعدين أيضا هو أن الجمعية متنح باستمرار مجموعة من<br />
الشباب هذه الجائزة مناصفة مع شخصيات أخرى. لطاملا سمعنا<br />
جميعا مقولة أن مستقبل السام العاملي هو يف أيدي شبابنا. إنه<br />
بالفعل يف أيدي شبابنا اآلن يف أملانيا ويف األردن وغرها من دول<br />
العامل، وأهنئكم جميعا يف هذا اليوم عى جهودكم، وينبغي علينا<br />
الرحيب مبشاركاتهم اإليجابية يف الحياة وتشجيعها. إنني أهنئ<br />
هؤالء الشباب والشابات، وأهنئكم أنتم كذلك عى تكرميهم،<br />
وأتطلع إىل استقبال البعض منهم والرحيب بهم يف األردن يف<br />
القريب العاجل.<br />
أصدقايئ، لقد كان للقيادة األملانية دور مهم للغاية يف تحقيق سام<br />
ويستفاليا يف القرن السابع عر، وهو السام الذي نحتفي به<br />
من خال هذه الجائزة. وهذا الدور وااللتزام بالسام والتسامح<br />
من قبل أملانيا هو عى نفس الدرجة من األهمية، ورمبا أكر،<br />
يف مواجهة تحديات القرن الحادي والعرين. لقد كان للعديد<br />
منكم دور أسايس يف هذا الجهد. وأنا أقدر عاليا رؤية وشجاعة<br />
املستشارة مركل يف الحرب ضد اإلرهاب وما سببه من معاناة<br />
إنسانية. وباسمي وباسم الشعب األردين أود أن أشكر املستشارة<br />
مركل، وقيادة أملانيا وشعبها، فلوال جهودكم لكان العامل يف وضع<br />
أسوأ بكثر ما هو عليه اليوم.<br />
اليوم، اسمحوا يل أن أسأل أوال: ماذا ميكننا أن نتعلم من معاهدة<br />
وُقِّعَت قبل 368 عاما؟<br />
لقد كُتب الكثر عن سام ويستفاليا، ومساهاته يف التاريخ، إذ<br />
وضع نهاية لحروب وحشية استمرت أجياال، قُتل فيها املاين،<br />
حتى أن البعض يقدر بأن نصف سكان أملانيا قُتلوا يف تلك<br />
الحروب. ويف هذا السياق، جاءت معاهدة ويستفاليا لتكون<br />
إنجازاً فريداً يف تاريخ أوروبا، حيث تم إنهاء رصاع معقد عر<br />
املفاوضات والعمل الدبلومايس، ما ساهم يف إعادة تشكيل النظام<br />
الدويل الحديث، كا أرست املعاهدة أسسا لتسامح ديني ساهم<br />
– رغم محدوديته – يف تقبل األديان األخرى، وهو مبدأ مركزي<br />
يعتمد عليه مستقبل إنسانيتنا جمعاء.<br />
لقد تطلب إنجاز سام ويستفاليا منط تفكر جديد ومختلف.<br />
فقد حثت أصوات مؤثرة حينها األطراف املنخرطة يف إنجاز السام<br />
عى رفض الصلح وعدم تجاوز ما وقع من ظلم ورفض قبول<br />
دول مجاورة تتبنى معتقدات ومذاهب مختلفة. لكن املفاوضن،<br />
والذين ناهز عددهم يف مراحل مختلفة من املفاوضات مائة وفد<br />
مفاوض، اختاروا طريقا آخر، حيث رأوا أن مصالحهم لن تتحقق<br />
إال بالعمل املشرك لضان مصلحة الجميع، واملتمثلة يف السام<br />
والتعاون واالحرام املتبادل.<br />
إن السام الذي حققته املعاهدة مل يكن مثالياً، إال أنها حملت<br />
وعداً صادقاً بإنجازه، وليس أدل عى ذلك من البند األول من<br />
االتفاقية والذي ينص عى تعهد كل طرف بالعمل بكل إخاص<br />
وتفان ملا فيه مصلحة وخر ورفعة األطراف األخرى.<br />
وهذه املصلحة الجاعية، املتمثلة يف العمل املشرك، هي من أهم<br />
التعاليم والقيم املشركة بن الديانات الساوية الثاث التي تعود<br />
جذورها إىل منطقتنا: اإلسام واملسيحية واليهودية.<br />
ويف حديث للنبي محمد، صى الله عليه وسلم، يقول: من ال<br />
يرحم الناس ال يرحمه الله. )صحيح البخاري وصحيح مسلم(<br />
أصدقايئ، أرى يف كثر من األحيان، لدى بعض املسؤولن الغربين<br />
وقادة الرأي، لألسف، قصورا خطرا يف فهم طبيعة اإلسام<br />
الحقيقية. واملتطرفون – من مختلف التوجهات – يستخدمون هذا<br />
القصور يف املعرفة لزرع االنقسام داخل املجتمعات والتفريق<br />
بيننا. وهذا األمر ال نفع فيه، بل هو مصدر رضر لنا جميعا.<br />
تخيلوا كيف سيبدو املستقبل إن مل ندعم بعضنا البعض؟ أو إن<br />
تجاهلنا العنف البعيد عنّا، والفقر، وكأنه ال عاقة له أبدا بحياتنا<br />
وبلداننا واقتصاداتنا؟ أو إن تجاهلنا أسوأ أزمة عاملية لاجئن يف<br />
التاريخ البري، وسمحنا بذلك لجيل ضائع من ماين الشباب<br />
أن يكروا با أمل؟<br />
وتخيلوا كيف سيبدو املستقبل إذا مل يَسُ دْ فيه القانون، وأصبح<br />
مرتهنا للخارجن عنه ممن ميارسون القتل الجاعي، واالضطهاد،<br />
واالعتداء عى األطفال، واستعباد النساء، وإعدام من يخالفونهم<br />
عى الشاشات؟ يجب أن نرفض مثل هذا املستقبل بكل األشكال.<br />
فاليوم، ال بد من العمل الجاعي إلنهاء األزمات اإلقليمية، وسدّ<br />
مواطن الضعف التي يستغلها اإلرهابيون. كا يجب إدماج<br />
الدول ذات األغلبية املسلمة يف منطقة البلقان يف أوروبا التي<br />
تحتضن الجميع، ودعم هذه الدول حتى تبقى أبوابها مغلقة<br />
أمام الجاعات اإلرهابية، فهم جزء من عائلتكم )األوروبية(<br />
وهم خطوط دفاعكم األمامية. أما بالنسبة لألزمات التي أدت إىل<br />
تقسيم الناس والتفرقة بينهم، فا بد من إطاق عملية سياسية<br />
ملعالجة هذه األزمات وبناء املستقبل. فبالنسبة لسوريا، يجب أن<br />
يستخدم العامل كل نفوذه لدعم عملية سياسية يقودها السوريون،<br />
وتنخرط فيها جميع مكونات الشعب السوري، للحفاظ عى<br />
سيادة هذا البلد وسامة أراضيه وإنهاء املعاناة وإحياء األمل<br />
فيه. وعى نطاق أوسع، فقد حان الوقت للركيز عى املواطن،<br />
فهو حجر األساس لاستقرار يف منطقتنا. فنحن بحاجة إىل وضع<br />
ميثاق للسام واالستقرار ملنطقة باد الشام، يشمل مدونة لقواعد<br />
السلوك ويعزز التعاون عى مستوى منطقتنا، مبا يف ذلك إنشاء<br />
صندوق إقليمي يعزز إمكانياتنا يف مواجهة التحديات االجتاعية<br />
واالقتصادية الخطرة أمام شعوبنا. ويشكل مثل هذا االتفاق<br />
خطة عمل للوصول إىل منطقة يسودها السام، ويساعدنا عى<br />
توزيع املوارد والطاقات اإلقليمية والعاملية عى نحو فعال. كا<br />
يعمل عى تعزيز االندماج واملشاركة املدنية وحاية الكرامة<br />
اإلنسانية، ضمن ائتاف بنّاء لدول املنطقة.<br />
أما األردن فإنه ميي قدماً بإنجاز ومتتن املزيد من اإلصاحات<br />
االقتصادية والسياسية التي تضمن مشاركة الجميع. ففي الشهر<br />
املايض، تواجد يف اململكة مراقبون من االتحاد األورويب أثناء<br />
االنتخابات النيابية التي جرت استنادا إىل قانون جديد. وشكل<br />
الشباب تحت سن الثاثن الريحة األكر من الناخبن، حيث<br />
بلغت نسبتهم أكر من 36 باملائة.<br />
وبينا يتقدم األردن إىل األمام، نجده يكافح للتكيف مع تدفقٍ<br />
لاجئن وصل حد األزمة، فنحن اليوم نستضيف )1.4( مليون<br />
جائز<br />
من السورين. وقد وضعت مو<br />
ضغوط غر مسبوقة طالت رض<br />
والطاقة واإلسكان واملوارد املائية<br />
ربع ميزانيتنا الوطنية. وال ننى أ<br />
هم الجئون فلسطينيون مسجلو<br />
عن مئات األالف من الاجئن الع<br />
ما يجعل األردن أكر بلد مست<br />
إنه لظلم كبر أن يُطلب من األ<br />
الناجم عن اللجوء.<br />
والحقيقة أنه إن عجزت الدول امل<br />
فهذا ال يعني أن عبء الاجئ<br />
ببساطة إىل مكان آخر. إننا نوا<br />
الدويل املشرك، وتقاسم األعب<br />
املضيفة والاجئن عى حد س<br />
إن االستثار يف األردن هو يف الواق<br />
واألمل، ليس فقط ألولئك القا<br />
يعيش يف املنطقة. وتقوم استج<br />
مبدأ دميومة االستقرار التي تست<br />
العمل، والتجارة، واالستثار، وغ<br />
باملدارس وتأمن الوظائف لطالبي<br />
ما بعد النزاع. واسمحوا يل هنا أ<br />
يف هذه الجهود، ونقدر عالياً م<br />
دوما ملواصلة رشاكتنا الوثيقة. و<br />
أصدقايئ، إن القيمة الدينية وا<br />
جراننا هي املوجِّهُ ملسؤوليتنا<br />
كذلك العاقة بن أتباع األديان ا<br />
العصابات اإلرهابية الدولية أكر<br />
لبعض.<br />
وهنا ال بد من التأكيد أن عصابة