129984_13- مكافحة الفقر

ô`≤`Ø`dG á`«`°†`b
يتجلى التركيز على قضية الفقر على المستويين النظري والعملي.‏ فعلى المستوى
النظري نجد مؤسسة ‏«جرامين ترست»‏ تقوم بجهود لنشر الفكرة وترويجها محليا ً
وعالميا ً من خلال البحوث والدراسات،‏ والمؤتمرات الحوارية السنوية،‏ ومن خلال إصدار
نشرة دورية وكتب تحتوي خبرات التجربة وأفكار مؤسس البنك بأكثر من لغة.‏ والحملة
الإعلامية تحارب بعض المفاهيم المغلوطة عن الفقر والفقراء؛ حيث أن الفقير إنما هو
نتاج منظومة من رؤى وممارسات اتمع تؤدي لاستمرار حالة الفقر.‏
أول تلك الرؤى والمفاهيم النظرة السلبية للفقير على أنه شخص يفتقر إلى المهارات
المهنية الخاصة،‏ وأنه لا يمتلك إلا الجهد البدني،‏ وأنه بدون اكتساب مهارات لن يكون له
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
قيمة في سوق العمل،‏ وفي هذا مغالطة كبيرة؛ حيث إن الأثرياء من أصحاب هذه
النظرة هم أول من يستفيد من جهود ومهارات الفقراء،‏ بل إن جزءا ً كبيرا ً من الدخل
الوطني يأتي من خلال مجهوداتهم.‏
ثاني تلك المفاهيم غموض تعريف وتحديد معنى الفقير؛ مما يؤدي إلى أن تضل برامج
مكافحة الفقر طريقها،‏ ويرى أنه من الأسلم تحديد فئات الفقراء على أساس معيار
الدخل والممتلكات،‏ ويمكن طبقا ً لهذا المعيار تحديد عدد من الشرائح أو من المستويات
اتلفة من الفقراء.‏
كما أن هناك أوضاع وممارسات تؤدي إلى استشراء الفقر؛ أولها إحجام البنوك عن
إعطاء الفقراء قروضا ً؛ وذلك بوضع شروط تعجيزية،‏ تتضمن ضرورة توفر ضمانات
مالية.‏ هذا رغم أن دور القروض هو تسهيل التعاملات المالية والتجارية والصناعية،‏
ومن ثم فإن الائتمان هو حق أساسي من حقوق الإنسان،‏ تماما ً كالمطعم والملبس
والمأوى والتعليم والرعاية الصحية.‏ ثاني تلك الممارسات الربط الدائم بين مكافحة
الفقر وخلق فرص وظيفية للفقراء على اعتبار أنه الحل الأمثل،‏ على الرغم من أن
٩٤