129984_13- مكافحة الفقر

وعلى نفس المنوال،‏ تقوم ظاهرة ‏«حلقة الفقر»،‏ في علمي الاقتصاد والإجتماع؛
كظاهرة اجتماعية تشير إلى أن من يصيبهم الفقر من الأفراد يبدون ميلا ً لأن يبقوا
فقراء طوال عمرهم بل وعبر أجيال متعاقبة في بعض الأحوال.‏ وحلقة الفقر حلقة
مفرغة تتغذى على نفسها لإنها تنشأ من عدم توفر الموارد المالية اللازمة للخروج
من الفقر أي رأس المال المنتج والذي يعتقد بعض النقاد أنه لا يمكن الحصول عليه من
البداية إلا إذا كان للفرد موارد مالية.‏ كما أن بعض النقاد لنظرية حلقة الفقر يرون أن
من الصعب على الفقير أن يخرج من حلقة الفقر لا حبا ً في الفقر ولكن لأنه لا يملك
من الموارد ما يكفي للاستثمار في تنمية حالته الاقتصادية.‏
وحلقة الفقر لها جذور تاريخية قديمة على مر العصور خاصة في التواكلية
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
والقدرية.‏ فالفلاحون والمزارعون الذين يفلحون الأرض لصاحبها عليهم أن يدفعوا
غالبية محاصيلهم لصاحب الأرض كإيجار أو للحكومة كضرائب،‏ ولا يسمح لهم
بالاحتفاظ إلا بالقليل الذي يكفي لمعاشهم.‏ ولما كانوا لا يملكون القدرة على التوفير
للاستثمار في رأس المال البشري أو العيني لإصلاح حالهم أو إنتاجهم أو لتوليد دخل
لهم فإن عائلات المزارعين تبقى فقيرة لأجيال.‏ وبالتطبيق على مستوى الدول تسمى
حلقة الفقر أحيانا ً بمصيدة الفقر (٣٧) .
ومن الوجهة المادية والرأسمالية البحتة،‏ ربما كان هناك صحة لبعض جوانب تلك
النظريات،‏ لهذا جاء الإسلام بالإصلاح الاجتماعي والاقتصادي إلى مجتمع تزاول فيه
بعض هذه الظواهر التاريخية من اكتناز المال؛ ودفع الفقراء إلى البقاء على فقرهم،‏
وتواكل الفقير واستسلامه إلى حال فقره؛ ورضائه بالدنية في دنياه.‏ ففي الحض على
الخروج من دائرة الفقر؛ يروى عن أنس بن مالك:‏ أن رجلا ً من الأنصار أتى النبي صلى االله
عليه وسلم يسأله فقال:‏ ‏(أما في بيتك شيء؟)‏ قال:‏ بلى حلس:‏ نلبس بعضه ونبسط
بعضه،‏ وقعب نشرب فيه من الماء.‏ قال:‏ ‏"ائتني بهما".قال:‏ فأتاه بهما،‏ فأخذهما رسول
١٤