الوجيز في أحكام الأسير المسلم
Mektebe -> Arapça Kitaplar -> Fıkıh
Mektebe -> Arapça Kitaplar -> Fıkıh
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
العزيمة <strong>في</strong> حق <strong>المسلم</strong> عدم تسليم نفسه للأسر ويجوز الاستئسار بشروط .<br />
والدليل على ذلك فعل الصحابة الكرام وإقرار النبي صلى االله عليه وآله وسلم بذلك .<br />
رو البخاري <strong>في</strong> صحيحه عن أبي هريرة رضي االله عنه قال<br />
:<br />
بعث النبي صلى االله عليه وسلم سرية عين ًا وأ ّمر<br />
عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا حتى إذا كان بين عسفان ومكة ُذكروا لحي<br />
من هذيل يقال لهم بنو لحيان<br />
,<br />
فتبعوهم بقريب من مائة رام فاقتصوا آثارهم حتى أتوا منزلا ً نزلوه فوجدوا <strong>في</strong>ه<br />
نو تمر تزودوه من المدينة فقالوا : هذا تمر يثرب فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما انتهى عاصم وأصحابه لجئوا<br />
,<br />
إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم :<br />
فقالوا<br />
لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلا<br />
فقال<br />
عاصم: أما أنا فلا أنزل <strong>في</strong> ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك.<br />
فقاتلوهم حتى قتلوا عاصما <strong>في</strong> سبعة نفر بالنبل وبقي خبيب وزيد ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق فلما<br />
أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث<br />
الذي معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل فقتلوه وانطلقوا<br />
بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة ...)<br />
قال الحافظ رحمه االله تعالى:<br />
) و<strong>في</strong> الحديث :<br />
للأسير أن يمتنع من قبول الأمان ولا يمكن من نفسه ولو قتل, أنفة<br />
(<br />
من أن يجري عليه حكم الكافر, وهذا إذا<br />
أراد الأخذ بالشدة, فإن أراد الأخذ بالرخصة فله أن يستأمن<br />
فتح<br />
.<br />
الباري ٣٨٤/٧<br />
وقال أحمد بن حنبل : (لا يعجبني أن يستأسر, يقاتل أحب إلي َّ, الأسر شديد ولابد من الموت)<br />
الأنصاف ٢٥٥/٤.<br />
وقال ابن قدامة المقدسي رحمه االله تعالى: ) وإذا خشي الأسر فالأولى له أن يقاتل حتى يقتل , ولا يسلم نفسه<br />
للأسر , لأنه يفوز بثواب الدرجة الر<strong>في</strong>عة , ويسلم من تحكم الكفار عليه بالتعذيب والاستخدام والفتنة .<br />
وإن استأسر جاز لما رو أبو هريرة<br />
٢٠<br />
"<br />
أن النبي صلى االله عليه وسلم بعث عشرة عينا , وأمر عليهم عاصم بن<br />
ثابت , فنفرت إليهم هذيل بقريب من مائة رجل رام , فلما أحس بهم عاصم وأصحابه , لجئوا إلى فدد فقالوا لهم<br />
: انزلوا فأعطونا ما بأيديكم , ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا<br />
,<br />
فقال عاصم : أما أنا فلا أنزل <strong>في</strong> ذمة<br />
كافر فرموهم بالنبل , فقتلوا عاصما <strong>في</strong> سبعة معه , ونزل إليهم ثلاثة على العهد والميثاق , منهم خبيب وزيد بن<br />
الدثنة , فلما استمكنوا منهم , أطلقوا أوتار قسيهم , فربطوهم بها "<br />
. متفق عليه