الوجيز في أحكام الأسير المسلم
Mektebe -> Arapça Kitaplar -> Fıkıh
Mektebe -> Arapça Kitaplar -> Fıkıh
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الحالة الثالثة : أن يكون الحج نافلة .<br />
<strong>في</strong> هذه الحالة يجوز الإنابة عن الأسير سوا ً كان الأسير مرجو الإفراج عنه أم لا .<br />
قال ابن قدامة رحمه االله تعالى <strong>في</strong> حكم الإنابة عن الحج الفرض لمن كان محبوس ولا يرجى خروجه:( من وجدت<br />
<strong>في</strong>ه شرائط وجوب الحج , وكان عاجزا عنه لمانع مأيوس من زواله , كزمانة , أو مرض لا يرجى زواله , أو كان<br />
نضو الخلق , لا يقدر على الثبوت على الراحلة إلا بمشقة غير محتملة , والشيخ الفاني , ومن كان مثله متى وجد<br />
من ينوب عنه <strong>في</strong> الحج , ومالا ً يستنيبه به , لزمه ذلك .وبهذا قال أبو حنيفة , والشافعي .<br />
وقال مالك : لا حج عليه (<br />
المغني . ٣١٨/٤<br />
قال أيض ًا رحمه االله تعالى <strong>في</strong> حكم الإنابة عن الحج الفرض لمن كان محبوس ويرجى خروجه:( ومن يرجى زوال<br />
مرضه , والمحبوس ونحوه , ليس له أن يستنيب .فإن فعل , لم يجزئه , وإن لم يبرأ وبهذا قال الشافعي .<br />
وقال أبو حنيفة : له ذلك .<br />
ويكون ذلك مراعى , فإن قدر على الحج بنفسه لزمه , وإلا أجزأه ذلك ; لأنه عاجز عن الحج بنفسه , أشبه<br />
الميئوس من برئه .<br />
.<br />
ولنا , أنه يرجو القدرة على الحج بنفسه , فلم يكن له الاستنابة , ولا تجزئه إن فعل , كالفقير , وفارق المأيوس من<br />
برئه ; لأنه عاجز على الإطلاق , آيس من القدرة على الأصل , فأشبه الميت .<br />
ولأن النص إنما ورد <strong>في</strong> الحج عن الشيخ الكبير , وهو ممن لا يرجى منه الحج بنفسه , فلا يقاس عليه إلا من كان<br />
مثله .<br />
فعلى هذا إذا استناب من يرجو القدرة على الحج بنفسه , ثم صار مأيوسا من برئه .<br />
فعليه أن يحج عن نفسه مرة أخر ; لأنه استناب <strong>في</strong> حال لا تجوز له الاستنابة <strong>في</strong>ها , فأشبه الصحيح .)<br />
٣٢٢/٤<br />
المغني<br />
وقال رحمه االله تعالى عن الحج الفرض :( فإن كان عاجزا عنه عجزا مرجو الزوال , كالمريض مرضا يرجى برؤه ,<br />
والمحبوس جاز له أن يستنيب <strong>في</strong>ه ; لأنه حج لا يلزمه , عجز عن فعله بنفسه , فجاز له أن يستنيب <strong>في</strong>ه , كالشيخ<br />
الكبير , والفرق بينه وبين الفرض , أن الفرض عبادة العمر , فلا يفوت بتأخيره عن هذا العام , والتطوع مشروع<br />
٦١