17.08.2017 Views

الوجيز في أحكام الأسير المسلم

Mektebe -> Arapça Kitaplar -> Fıkıh

Mektebe -> Arapça Kitaplar -> Fıkıh

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

و<strong>في</strong> هذا الحديث;‏ دلالة<br />

أن االله أنطق الطفل ليأمر أمه بالاقتحام <strong>في</strong> النار,‏ وهذا كطفل المرأة من أصحاب<br />

الأخدود.‏<br />

ولو كان <strong>في</strong> قتل النفس للدين أي محظور لما أثنى الشارع على هذا الفعل,‏ وما إنطاق الطفل إلا آية لبيان فضل هذا<br />

الفعل.‏<br />

وهنا لا يقال هذا شرع من قبلنا وليس بشرع لنا,‏ لأن شرعنا أثنى على هذا الفعل وأتى به <strong>في</strong> معرض المدح<br />

. والإقرار<br />

والدلالة الثانية:‏ أن المرأة <strong>في</strong> هذه القصة والمرأة الأخر <strong>في</strong> قصة الأخدود لم ي ُدخ َ لا إلى النار بالقوة وبالمعالجة بل<br />

ذهبتا بطوعهما حتى دخلتا النار وباشرتا الدخول <strong>في</strong> النار بنفسيهما,‏ ولم يصبرا حتى يجبرا , مثل ما فعل الصحابي<br />

الجليل كما <strong>في</strong> البخاري وغيره <strong>في</strong> قصة السرية التي أمر عليها عاصم بن ثابت حيث أحاط بهم القوم فقالوا لهم;‏<br />

‏"انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا",‏ قال عاصم بن ثابت أمير السرية:‏ ‏(أما أنا<br />

فو االله لا أنزل اليوم <strong>في</strong> ذمة كافر,‏ اللهم أخبر عنا نبيك),‏ فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما <strong>في</strong> سبعة فنزل إليهم ثلاثة<br />

رهط بالعهد والميثاق,‏ منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر,‏ فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم<br />

فأوثقوهم,‏ فقال الرجل الثالث:‏ ‏(هذا أول الغدر واالله لا أصحبكم,‏ إن <strong>في</strong> هؤلاء لأسوة),‏ يريد القتلى,‏ فجرروه<br />

. والشاهد<br />

وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه فانطلقوا بخبيب وابن دثنة<br />

حتى باعوهما بمكة<br />

‏(فجروه<br />

وعالجوه , فأبى فقتلوه ), أي لم يستسلم لهم وينقاد مثلما انقادت المرأتان.‏<br />

ما رواه البيهقي <strong>في</strong><br />

‏"السنن الكبر‏"‏<br />

قال:‏ قال الشافعي رضي االله عنه:‏ ‏(تخلف رجل من الأنصار عن<br />

ثالثا ً :<br />

أصحاب بئر معونة,‏ فرأ الطير عكوفا ً على مقتلة أصحابه,‏ فقال لعمرو بن أمية;‏<br />

‏"سأقدم على هؤلاء العدو,‏<br />

<strong>في</strong>قتلوني,‏ ولا أتخلف عن مشهد قتل <strong>في</strong>ه أصحابنا",‏ ففعل,‏ فقتل,‏ فرجع عمرو بن أمية,‏ فذكر ذلك لرسول االله<br />

صلى االله عليه وسلم فقال <strong>في</strong>ه قولا ً حسنا ً,‏ ويقال:‏ قال لعمرو:‏ ‏"فهلا تقدمت?").‏<br />

السنن الكبر ١٠٠/٩<br />

.<br />

والشاهد قوله:‏ ‏(سأقدم على هؤلاء العدو,‏ <strong>في</strong>قتلوني),‏ أي ليس له هدف النكاية بالقوم ولا الدفاع عن أصحابه بل<br />

مجرد القتل <strong>في</strong> سبيل االله,‏ وهذا واضح من قوله ‏"سأقدم على هؤلاء العدو,‏ <strong>في</strong>قتلوني",‏ ولم ينكر الرسول صلى االله<br />

عليه وسلم فعله هذا بل قال <strong>في</strong>ه قولا ً حسنا ً,‏ بل قال لعمرو ‏(فهلا تقدمت?).‏<br />

٨٠

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!