Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الملك المفترس
ترجمة جماعية
–
كانت تونس هي البلد الذي أقمنا معه العالقة األكثر هدوءاً". هل سيعيد
التاريخ نفسه مع المغرب؟ في الوقت الذي تنحصر فيه مشاغل السفير
الفرنسي في الرباط، برونو جوبيرJoubert Bruno خبير إفريقيا السابق
لنيكوال ساركوزي، في بيع المفاعل النووي للمغاربة؟
بعد القطار فائق السرعة، المفاعل النووي...
في الواقع، أصبحت العالقات الفرنسية المغربية جوفاء. لم تعد العاصمتان
باريس والرباط تمثالن أي أهمية لبعضهما البعض. يبتعد النظام المغربي
بخطى حثيثة عن باريس، دون أن يوفر لنفسه نقطة ارتكاز بديلة. تنجرف
الرباط ببطء نحو دول الخليج، في حين تبتعد النخب الفرنسية شيئاً فشيئاً
عن مراكش. إن الشبكات الفرنسية المغربية المنسوجة تحت حكم الحسن
أصبحت تتالشى شيئاً فشيئاً دون أن يحل محلها شيء.
في الواقع، يعكس الدعم الفرنسي الممنهج للمغرب عن تراجع نفوذ باريس
في أفريقيا. يذكرنا هذا بإصرار الواليات المتحدة في سبعينيات القرن
الماضي على دعم شاه ايران على الرغم من أن اإلرهاصات األولى لثورة
آية هللا الخميني كانت محسوسة.
لكن وبخالف األمريكيين الذين يجيدون أخذ العبر من فشلهم، فإن فرنسا
المتعجرفة والغارقة في جمودها، تذكرنا بقصة الثالثة قرود "ال أرى، ال
أسمع ال أتكلم". قلة فقط من الدبلوماسيين الفرنسيين في وزارة الشؤون
الخارجية أو قصر اإلليزيه يعملون بعمق على دراسة الثورات الجارية في
العالم العربي. الوضع في المغرب أشد سو ًء. في الوقت الذي ينشط فيه
دبلوماسيو سفارة الواليات المتحدة في عقد اللقاءات وبناء العالقات مع
جميع األطراف الفاعلة في المجتمع المدني، بما في ذلك اإلسالميين، فإن
نظراءهم الفرنسيين يفضلون تقليد المخزن في أسوأ ما لديه: موقف الخادم
الذي ال يتذمر ويوافق باستمرار على كل ما يُطلب منه.
171