أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الاقتصادية والقانونية– المجلد 25- العدد الأول-2009<br />
محمد حاتم البيات<br />
لسببين اثنين: الأول وهو صدور قانون 1971 الخاص بنظام المحاكم العدلية القائم على مبدأ التقاضي<br />
على درجتين وعلى مبدأ قضاء الفرد وقضاء الجماعة والذي احتوى على قضاء متنوع، القضاء<br />
المدني والقضاء الجزائي إلى جانب القضاء الشرعي والذي بقي المشرع <strong>القطري</strong> في هذا <strong>النظام</strong><br />
محتفظا به لأهميته الكبرى. والثاني، وهو الأهم، أصبحت الحكومة <strong>القطري</strong>ة تمارس سيادتها الكاملة<br />
وتطبيق قوانينها على جميع المقيمين على أرضها من عرب وأجانب، بريطانيين، أو غيرهم. ولكن<br />
هل بقي هذا <strong>النظام</strong> القضائي هو السائد في الدولة أم أن المشرع <strong>القطري</strong> عمل على تطويره وتحديثه؟<br />
الفصل الثاني<br />
استكمال <strong>النظام</strong> القضائي مقوماته:<br />
منذ عهد الاستقلال كان لقانون 1971 الخاص بنظام المحاكم العدلية الأثر الأكبر في انطلاقة <strong>النظام</strong><br />
القضائي في دولة قطر. وهو يعد باكورة <strong>النظام</strong> القضائي القائم على أساس مبدأ التقاضي على<br />
درجتين ومبدأ قضاء الفرد وقضاء الجماعة، محاكم مدنية ومحاكم جزائية، كمحاكم تصدر أحكاما ً من<br />
الدرجة الأولى.إلى جانب محكمة الاستئناف كمحكمة درجة ثانية. ثم توسع العمل بنظام المحاكم<br />
المدنية إلى محاكم مدنية صغرى ومحاكم مدنية كبرى وتحديد اختصاص وظيفي وقيمي محدد لكل<br />
منها.كذلك الأمر قسمت المحاكم الجزائية إلى محاكم جزائية صغرى ومحاكم جزائية كبرى. ونستطيع<br />
القول: إن ّه مع صدور قانون المحاكم العدلية استكمل <strong>النظام</strong> القضائي أساسياته، حيث وقف الأطراف<br />
المتنازعة على القوانين التي تعمل فيها هذه المحاكم وكذلك إجراءات التقاضي المطبقة على الدعاوى<br />
المرفوعة أمامها. وبقي العمل جاريا ً في هذا <strong>النظام</strong> القضائي منذ فجر الاستقلال الكامل للبلاد حتى<br />
صدور القانون رقم<br />
13 لسنة<br />
1990 بإصدار قانون المرافعات المدنية والتجارية. وبصدور هذا<br />
القانون استكمل <strong>النظام</strong> القضائي مقوماته، فأصبح يجاري التطور ويلبي حاجات الفرد الأساسية. هذا<br />
القانون احتوى في مضمونه على مجموعة القواعد القانونية التي يجب على الأطراف المتنازعة<br />
اتباعها وعلى المحاكم تطبيقها في حسم نزاعات المتقاضين أمامها فهو يبين بوضوح القواعد<br />
والإجراءات الواجب العمل بها منذ رفع النزاع إلى حين البت فيه بحكم اكتسب الدرجة القطعية، بل<br />
وأكثر من ذلك يبين أيضا ً إجراءات تنفيذه. وجعل المشرع <strong>القطري</strong> أحكام هذا القانون تشكل القواعد<br />
العامة في المرافعات والتي يجب العمل فيها ليس فقط أمام المحاكم المدنية فحسب، بل أيضا ً أمام<br />
المحاكم<br />
(1)<br />
الجزائية في حال خلو النص في قانون الإجراءات الجنائية . وعدت هذه الأحكام موحدة،<br />
1-القانون<br />
15 لسنة<br />
1971 بإصدار قانون الإجراءات الجنائية المعدل وهو ساري المفعول منذ فجر الاستقلال وحتى تاريخه.<br />
69