23.01.2015 Views

أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق

أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق

أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الاقتصادية والقانونية–‏ المجلد 25- العدد الأول-‏‎2009‎<br />

محمد حاتم البيات<br />

وعلى ضوء ذلك،‏ يلاحظ أن ّه كان يوجد في قطر في هذه المرحلة،‏ نوعان من القضاء بخصوص<br />

<strong>القطري</strong>ين،‏ إن صح التعبير:‏ الأول كان يدعى بالقضاء العرفي،‏ في حين يدعى الآخر بالقضاء<br />

الشرعي.‏ وهذان النوعان من القضاء كانت لهما أهمية كبيرة في حياة <strong>القطري</strong>ين سواء لجهة المسائل<br />

(1)<br />

الشرعية أم لجهة شؤون الغوص على اللؤلؤ .<br />

ويذكر بأن المنازعات الناشئة بين <strong>القطري</strong>ين،‏ مهما كانت طبيعتها،‏ كانت ترفع مباشرة إلى الحاكم في<br />

قطر.‏ ونحن نعتقد أن الحاكم حينذاك يعد بمنزلة قاضي إحالة وقاضي تنفيذ وفق المفهوم المعاصر<br />

وهو يجمع هاتين الصفتين بآنٍ‏ معا ً:‏ قاضي إحالة عندما يقوم بإحالة النزاع المرفوع أمامه إلى<br />

القضاء الشرعي،‏ إذا كان يتعلق بمسألة من مسائل الأحوال الشخصية،‏ أو إلى القضاء العرفي ‏(أهل<br />

السالفة)،‏ إذا كان يتعلق بنزاع حول شؤون الغوص على اللؤلؤ.‏ ونذكر من القضاة الشرعيين<br />

المختصين بالفصل في الخصومات الناشئة في المسائل الشرعية ابن مانع وابن محمود.‏ أما القضاء<br />

العرفي فقد كان يشغله أهل السالفة،‏ وهؤلاء من كبار رجال قطر العارفين بمسائل الغوص وتجارة<br />

(2)<br />

اللؤلؤ،‏ أمثال شاهين العسيري وخليفة الهتمي .<br />

وهذا الحاكم يعد في الوقت نفسه ‏–من وجهة نظرنا-بمنزلة قاضي تنفيذ،‏ وفق النظم القضائية<br />

الحديثة،‏ لأنه كان يقوم على تنفيذ القرارات التي يتوصل إليها أهل السالفة أو القضاة الشرعيون في<br />

جميع المسائل التي تعرض عليهم من قبله.‏ ونقصد من وراء استخدام مصطلح<br />

التنفيذ في هذا<br />

الموضع هو أمر الحاكم بتنفيذ ما توصل إليه هؤلاء القضاة،‏ أما متابعة هذا التنفيذ فقد كان<br />

يتم،بالطبع،‏ بواسطة تابعي الحاكم.‏<br />

المطلب الثاني<br />

بعد تطور المجتمع <strong>القطري</strong><br />

نتيجة اكتشاف البترول:‏<br />

أولا ً:‏ الحاجة إلى القضاء:‏<br />

بدأت في هذه المرحلة مسألة الغوص على اللؤلؤ والتجارة فيه تتضاءل شيئ ًا فشيئ ًا ويعود السبب<br />

الأساسي في ذلك إلى اكتشاف البترول وما ترتب عليه من تطور فعلي في جميع نواحي الحياة<br />

ولاسيما الاجتماعية والاقتصادية منها<br />

.<br />

1<br />

د..عبد العزيز المنصور،‏ التطور السياسي لقطر،‏ مطابع الدوحة،‏ دون طبعة،‏ ص.‏‎113‎ ومابعد.‏<br />

‎2‎‏-مبارك بن خليفة العسيري،‏ المرجع السابق،‏ ص.‏‎2‎‏.‏<br />

63

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!