أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الاقتصادية والقانونية– المجلد 25- العدد الأول-2009<br />
محمد حاتم البيات<br />
إن <strong>النظام</strong> القضائي <strong>القطري</strong>،نظام متأثر ب<strong>النظام</strong> القضائي المصري، ويقوم كغيره، على مبادئ أساسية،<br />
نابعة من الدستور والقانون، وسوف نتطرق إلى هذه المبادئ عن طريق حصرها في نقطتين<br />
أساسيتين:<br />
الأولى: المبادئ التي تنظم عمل القضاء: كمبدأ استقلال القضاء، مبدأ المساواة ومجانية القضاء، مبدأ<br />
المجابهة بالدليل وعلانية جلسات المحاكمة والنطق بالحكم وأخيرا ً مبدأ حياد القاضي.<br />
الثانية: المبادئ التي تحكم تكوين القضاء: كمبدأ التقاضي على درجتين، مبدأ القضاء الثابت، مبدأ<br />
قضاء الفرد وقضاء الجماعة، وأخيرا ً نعتقد-من جانبنا-أيضا ً بمبدأ الجمعيات العامة للمحاكم<br />
ولجانها الوقتية، ومبدأ تقييم القاضي: كمبادئ قضى بها قانون السلطة القضائية الجديد رقم<br />
10 لسنة .2003<br />
المطلب الأول<br />
المبادئ التي تنظم عمل القضاء:<br />
هناك عدة مبادئ أساسية، دستورية وقانونية، تسود نظام القضاء في قطر، ندرسها على التوالي.<br />
أولا ً: مبدأ استقلال القضاء في أداء عمله القضائي:<br />
يقصد باستقلالية القضاء أن السلطة القضائية مستقلة في عملها عن السلطتين التشريعية والتنفيذية.<br />
فالقاضي يحكم في النزاع المعروض أمامه بموجب القانون ووحي ضميره ولا سلطان عليه إلا<br />
القانون نفسه. وينتج عن ذلك أنه لا يجوز للسلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية الفصل في النزاعات<br />
بين الأفراد، وكذلك الأمر لا يجوز لأي من هاتين السلطتين التعديل في حكم قضائي، أو توجيه القضاة<br />
في إصدار أحكام معينة أو محددة بشكل مسبق، أو حتى التأثير في قضائهم بشكل أو بآخر.<br />
وما من شك في أن استقلال القضاء على النحو المتقدم يساعد القضاة على أداء مهامهم بصدق<br />
وعدل وفي إعلان كلمة الحق والقانون، ونشر العدل على خير وجه. وقد أجمعت دساتير الدول على<br />
اختلاف أنظمتها السياسية اعتبار القضاء سلطة مستقلة. وتأكيدا ً لهذا المبدأ نصت تلك الدساتير<br />
على أن القضاة مستقلون ولا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون. فالقضاء في أي دولة هو<br />
مظهر نهضتها وعنوان تقدمها ورقيها، وتخلف القضاء يعني ضمنا تخلف الدولة عن مواكبة التطور<br />
والحضارة المدنية. والقوانين مهما بلغت من الإتقان والإحكام لا تؤدي وظيفتها إلا بقضاء عادل<br />
ومستقل. لذلك حرصت الدول على توفير كلّ مظاهر الاستقلال لقضائها وتقرير كل الضمانات<br />
والضوابط اللازمة حتى يؤدي القضاء رسالته العظيمة المقدسة بعيدا ً عن كل عوامل التأثير والتأثر<br />
89