أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الاقتصادية والقانونية– المجلد 25- العدد الأول-2009<br />
محمد حاتم البيات<br />
باختصار أهم الجهات القضائية المحدثة وفق قانون السلطة القضائية الجديد والقوانين المكملة له<br />
(المبحث الثالث).<br />
الفصل الأول<br />
نشوء نواة نظام قضائي:<br />
الإنسان كائن حي واجتماعي بطبعه وحياته، ولا تستقيم حياته إلا إذا عاش في جماعة بعيدا عن<br />
الانعزالية. والعيش المشترك في ظل الجماعة لابد أن يحدث كثير ًا من الخلافات والنزاعات نظر ًا<br />
لتعارض المصالح والرغبات وحب السيطرة والاستيلاء على حقوق الغير. الأمر الذي يقتضي وجود<br />
قضاء لحسم أي نزاع ولرفع ظلم الناس بعضهم عن بعض ويؤدي الحقوق إلى أصحابها لأن طبائع<br />
البشر جبلت على التظالم، فلابد من سلطة قضائية تمنع المظالم وتقطع المنازعات وتحقق العدل.من<br />
هنا، عموم ًا، أوجبت الشريعة الإسلامية الغراء وجود القضاء في المجتمع.<br />
ولما كانت القبائل <strong>القطري</strong>ة بطبيعتها ذات بيئة عربية إسلامية، فإن أول ما احتاجته تلك القبائل هو<br />
الفصل بالنزاعات حول المسائل الشرعية، وكان الفصل فيها يستند إلى مرجعية الشريعة الإسلامية.<br />
وفي دراستنا في هذا الفصل نبين الجذور التاريخية للقضاء في قطر في مرحلة ما قبل الاستقلال<br />
(المبحث الأول). ثم ندرس فيما بعد واقع القضاء، آنذاك، وتنوعه في قطر مع فجر الاستقلال<br />
(المبحث الثاني).<br />
المبحث الأول<br />
أساس القضاء في قطر في مرحلة ما قبل الاستقلال:<br />
ما من شك في أن الدولة العثمانية كانت تهيمن على قطر كغيرها من البلاد العربية الأخرى.ففي عهد<br />
الدولة العثمانية كان هناك ما يدعى بالسلطان والذي كان يمارس القضاء بين الناس .واستمر هذا<br />
النفوذ العثماني في الخليج والجزيرة العربية دون توقف. وبعد مرور حقبة من الزمن بدأ يضعف ذلك<br />
النفوذ العثماني شيئ ًا فشيئ ًا، وفي المقابل كان يزداد النشاط البريطاني لتطويق الوجود العثماني في<br />
الخليج توطئة للتخلص منه نهائي ًا. وخلال عامي 1912-1911 كانت حروب البلقان قد أضعفت من<br />
نفوذ الدولة العثمانية، الأمر الذي دعا الأتراك إلى اللجوء إلى طاولة المفاوضات مع بريطانيا لإنهاء<br />
المشاكل المعلقة بين الدولتين في الخليج. إثر هذه المفاوضات تم الاتفاق على تحديد مناطق النفوذ<br />
61