أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ط2<br />
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الاقتصادية والقانونية– المجلد 25- العدد الأول-2009<br />
محمد حاتم البيات<br />
القاضي للمتقاضين أمامه معاملة سواء من شأنها أن تعزز ثقة الناس في القضاء بشكل عام والقاضي<br />
بشكل خاص. كما تبعث الطمأنينة في نفوسهم.<br />
ويدخل، بنظرنا، ضمن مبدأ المساواة أمام القضاء، حق اللجوء إلى القضاء كحق دستوري للفرد.<br />
ونظرا لما تتمتع به الدولة من وظيفة قضائية فإن ّه يقع على عاتقها كفالة حق التقاضي لجميع الناس<br />
لإقامة العدل بين الجميع. ثم إن هذا الحق يعد من الحقوق العامة التي تتيح للجميع اللجوء إلى<br />
السلطة القضائية،<br />
(1)<br />
كسلطة من سلطات الدولة العامة .<br />
ودستور دولة قطر أشار صراحة إلى مبدأ اللجوء إلى القضاء والمساواة بين الناس أمامه"التقاضي<br />
حق مصون ومكفول للناس كافة،<br />
(2)<br />
ويبين القانون إجراءات وأوضاع ممارسة هذا الحق" . ونرى من<br />
هذا النص الدستوري المهم أن يكون لكل فرد الحق في أن يحاكم أمام القضاء العادي، الطبيعي،<br />
ورفض فكرة المحاكم الخاصة أو الاستثنائية والتي في غالب الأحيان لا تقدم العدالة المطلوبة .ويكمن<br />
السبب في نظرنا في أن مثل هذه المحاكم تؤلف من غير القضاة، أو برئاسة قاض وعضوية آخرين<br />
من غير القضاة عسكريين أو فئات أخرى من المجتمع. ثم إن مثل هذه المحاكم لا تحفظ على الإطلاق<br />
ضمانات التقاضي المقررة أمام القضاء العادي، بل وأكثر من ذلك تكون هذه المحاكم في حقيقتها<br />
محاكم صورية أو محاكم تفتيش، لأنها تنطق، إن صح التعبير، بأحكام جاهزة مسبقا ً، وتكاد تخلو من<br />
أبسط الحقوق المقررة للمتقاضين كالطعن أو الاعتراض. ويرى الفقه، وهو في جادة الصواب،<br />
" نأ<br />
محاكمة شخص أمام محكمة خاصة يحمل أحد معنيين: إما محاباته، وإما الرغبة في التشدد عليه<br />
فينكسر وتضعف حجته،<br />
(3)<br />
وفي الحالتين يفسد قضاء القاضي" . ثم إن هذه المحاكم الخاصة لا تعد<br />
(4)<br />
وفق رأي الفقه قضاء طبيعي ًا. ومن جانبنا نعتقد بأن مثل هذه المحاكم الاستثنائية أو الخاصة<br />
يصعب تسميتها بمحاكم على غرار المحاكم العادية، صحيح أنها تكون أحيان ًا برئاسة قاض إلا أن هذا<br />
القاضي قد لا يكون مختصا بالمسألة المعروضة عليه بل إنه اختير لمجرد<br />
(5)<br />
أن ّه قاضٍ . ثم إن<br />
الأعضاء الآخرين ليسوا من العناصر القضائية، ناهيك على أن التصويت في المداولة من قبل هؤلاء<br />
الأعضاء سيكون لا محالة وفقا ً لتوجيه أو تحت ضغط أحد، وهو على الأقل تصويت غير موضوعي.<br />
1<br />
د.أحمد مليجي ، الموسوعة الشاملة بقانون المرافعات -آراء الفقه والصيغ القانونية ، دار العدالة القاهرة<br />
2-المادة<br />
135 من الدستور الدائم لدولة قطر .<br />
2002 ص.223.<br />
3-أحمد السيد صاوي، الوسيط في شرح قانون المرافعات المدنية والتجارية ، 1997، دار النهضة العربية ، ص.46.انظر<br />
أيضا في المعنى ذاته رزق االله انطاقي ، المرجع السابق ، ص.50.<br />
4-أحمد فتحي سرور، الوسيط في قانون الإجراءات الجنائية، ج.<br />
.1980، ص.269.<br />
5<br />
د.مفلح عواد القضاة، المحاكمات المدنية والتنظيم القضائي ، دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان الأردن،<br />
2004 ص.38.<br />
91