23.01.2015 Views

أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق

أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق

أساسيات النظام القضائي القطري ماضيه وحاضره - جامعة دمشق

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> للعلوم الاقتصادية والقانونية–‏ المجلد 25- العدد الأول-‏‎2009‎<br />

محمد حاتم البيات<br />

المدنية إلى صغرى وكبرى،‏ وأخيرا ً محكمة الاستئناف.‏ ومن هذا التقسيم يلاحظ غياب لجهة القضاء<br />

الإداري وهذا الغياب ليس فقط في هذا <strong>النظام</strong> السابق وإنما أيضا ً في <strong>النظام</strong> القضائي الحالي الجديد<br />

.<br />

ففي السابق كانت المنازعات الخاصة بالعقود الإدارية والتي تكون الدولة طرفا ً فيها من اختصاص<br />

المحاكم العدلية أما أمر إلغاء القرارات الإدارية أو التعويض عنها فهو يخرج عن ولاية المحاكم<br />

العدلية <strong>القطري</strong>ة على وجه العموم.‏ ويبدو أن المشرع <strong>القطري</strong> لا يعترف بآلية القضاء الإداري بهيئة<br />

مجلس دولة على غرار النظم القضائية العربية والأجنبية الأخرى،‏ كمصر وسورية وفرنسا.‏ وهذا ما<br />

يشكل عيب ًا في <strong>النظام</strong> القضائي <strong>القطري</strong> لخلوه من القضاء الإداري،‏ أهم الجهات القضائية في الدولة<br />

الحديثة.‏<br />

ومع ذلك صدر في الآونة الأخيرة في قطر القانون رقم<br />

7 لعام<br />

2007 بشأن الفصل في المنازعات<br />

الإدارية والذي تم بموجبه إنشاء دائرة خاصة أمام المحكمة الابتدائية للنظر في المنازعات الإدارية.‏<br />

تؤلف هذه الدائرة من ثلاثة قضاة تختص دون غيرها بنظر هذه المنازعات الإدارية المحددة بهذا<br />

القانون.‏ إلا أن هذه الدائرة الإدارية لا تضاهي القضاء الإداري بالمعنى الواسع للكلمة،‏ والسبب في<br />

ذلك أن عملها مقيد ومن خلال حالات محددة وفقا ً لهذا القانون،‏ وهو ما يشكل ‏–من جهتنا ‏-حماية<br />

لبعض القرارات الإدارية والأوامر والمراسيم الأميرية المتعلقة ببعض المسائل القانونية،‏ والتي لسنا<br />

بمقام البحث فيها،‏ بمنأى عن الإلغاء.‏ فأين نحن من وجود ما يدعى بهيئة قضاء إداري مستقل<br />

يختص نوعيا بإلغاء القرارات والأوامر الإدارية على اختلاف أنواعها وطبيعتها ؟.‏<br />

ومع ذلك استحدث المشرع <strong>القطري</strong> أيضا ً في ظل القانون<br />

6 لعام 2007<br />

دائرة تسمى بالدائرة<br />

‏"الدستورية"‏ للفصل بالمنازعات المعلقة بدستورية القوانين وتنازع الاختصاص وتعيين الجهة<br />

المختصة لنظر النزاع.‏ وتؤلف هذه الدائرة من رئيس محكمة التمييز وأربعة من أعضائها ويصدر<br />

بتعيين هؤلاء الأعضاء مرسوم بناء على ترشيح المجلس الأعلى للقضاء<br />

.<br />

من استقراء ذلك يتبين لنا أن رئيس محكمة التمييز يمكن أن يمارس هيمنة إدارية وتسلطا ً في<br />

اختيار هؤلاء الأعضاء لأنه هو نفسه الذي يشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للقضاء،‏ هذا من<br />

جهة،‏ ومن جهة أخرى نتساءل لماذا لم ينص المشرع على محكمة دستورية عليا أسوة بتشريعات<br />

الدول الأخرى من دول مجلس التعاون الخليجي كالكويت،‏ ومن خارج مجلس التعاون الخليجي<br />

كمصر وسورية،‏ ولاسيما أن أعضاء المحكمة الدستورية العليا في هذه الدول المشار إليها تؤلف من<br />

خمسة أعضاء؟ ويبدو أن المشرع أراد من وراء ذلك تبعية هذه الدائرة لمحكمة التمييز؟ وبذلك نجد<br />

‏-من جانبنا-‏ أن هذه الدائرة والحالة هذه،‏ لن توسم بأن ّها هيئة قضائية مستقلة،‏ وكذلك لن تجرؤ قط<br />

أن تبت بعدم دستورية قانون أو مرسوم في يوم من الأيام ‏.فأين نحن من الهيئة القضائية المستقلة؟<br />

79

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!