01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ذاكرة العني<br />

وليد رشيد القيسي<br />

كان لقائي األول مع الفنان اخلزاف طارق<br />

إبراهيم يف معرضي األول الذي أقيم يف قاعة<br />

معهد الفنون اجلميلة يف بغداد عام 1984،<br />

وكنت ماأزال حينها طالبا يف معهد الفنون حيث<br />

اقترب مني وقال معبرا عن إعجابه مبعرضي:‏<br />

هل هذا معرضك؟ فأجبته باإليجاب،‏ فاقترح<br />

عليَ‏ أن أساعده يف مشغله اخلاص فرحت<br />

بعرضه ألنني كنت أمتنى أن أعمل معه،‏ إلعجاب<br />

بأعماله وطرق معاجلته الفني.‏ وسرعان ما<br />

توجهت إلى مشغله حيث تعرفت إلى أعماله<br />

وكنت وقد أدهشني ما حوته أعمال من جمال<br />

وحساسية ، فقد كان لديه اسلوبٌ‏ خاصُ‏ يف<br />

بناء اجلداريات،‏ لذا لم أتردد يف العمل معه،‏<br />

ومنذ اللحظة األولى التي شاركته فيها بالعمل<br />

كان يقوم بوضع تصميم اجلدارية فيما بيننا<br />

ونبدأ بتنفيذها معا يف جو من التفاهم والود<br />

حيث كانت تصدحُ‏ املوسيقى ملطرب كوبي متأل<br />

املكان حبوراً‏ وسعادة.‏ وكان العمل ميتدُ‏ لساعات<br />

وساعات حتى ياتي املساء.‏ حيث يقلني بسيارته<br />

ألى أقرب مكان من منزلي.‏<br />

لقد تعلمت منه ما لم أتعلمه يف املعهد،‏ فقد كان<br />

بالنسبة لي مرجعا علمني ما معنى حساسية<br />

الطني ولغة الشقوق التي يخطها على أسطح<br />

أعماله.‏ أما لقاؤنا الثاني فكان يف عمان عام<br />

1997، وكان يف حينها يعدُ‏ ملعرض مشترك يف<br />

دبي حيث زارني يف معمل ( ارابيسك(‏ الذي<br />

أسسته وشاهد أنتاح املصنع فأثنى على هذا<br />

االنتاج .<br />

‏»على الفنان أن يدرب روحه أيضا وليس عيناه «<br />

فاسيلي كاندنسكي<br />

كان طارق فنانا مبدعأ يفكر بعينه ، وقد اعتاد<br />

تركيب األشكال وتفاصيلها بحيث تعكس رؤية<br />

عميقة تتجاوز نظرة املشاهد العابرة،‏ فقد اعتاد<br />

أن يتناول أشكاله من البيئة فبيوته من الريف،‏<br />

وقالعه من املدينة كان يضوغها بكلتا يديه<br />

ليحولها ألى مدن غرائيبية.‏<br />

لقد كان قليل الكالم،‏ مهاجراً‏ وعلى سريره ماء<br />

وتراب،‏ غيومه رماد،‏ طرقاته شظايا <strong>حر</strong>ب وهو<br />

يوقظ أشكاال من طني ترتطم بالذات محدثا<br />

خلخلتاً‏ توقظ اسئلة فضاؤها االفق.‏<br />

163

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!