01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سلفاً‏ مع تعاقب الطبعات اللونية كعنصر ربط<br />

وشد ملكونات العمل،‏ لتشكيل بنيته،‏ حيث تشدنا<br />

اخلطوط بحدتها ونهايات التكوين الهندسية<br />

الطابع يف األعلى،‏ والشكل الدائري يف األسفل<br />

والذي يسحب خطوط البصر نحوه.‏<br />

وبعد عودته من إنكلترا،‏ ساهم الفنان الكبير<br />

سعد شاكر بارتقاء فن اخلزف العراقي،‏ وتفعيل<br />

دوره يف املشاركات احمللية واخلارجية،‏ باإلضافة<br />

إلى دوره التربوي والتعليمي ألجيال عديدة من<br />

اخلزافني الذين نهلوا من خبرته وتوجيهاته.‏<br />

فقد درّس اخلزف يف كلية الفنون اجلميلة /<br />

جامعة بغداد من 1966 ولغاية 2001. وكان<br />

دوره الثقايف والفني هذا مصداقاً‏ لقوله:‏ ‏»إن<br />

الفن ذكاء إنساني يقوم بدوره يف بناء احلضارة<br />

بصدق وإخالص لتحقيق أهداف اإلنسان...‏<br />

فالفن بشكله العام ال بد أن يؤدي وظيفة<br />

خلدمة حاجات اإلنسان احلياتية أو املدنية أو<br />

االجتماعية أو الفكرية أو النفسية...‏ إلخ،‏ وإال<br />

ملا كان للفن أية ردة فعل يف حياة اإلنسان عبر<br />

العصور«.‏<br />

هذا الزخم املعريف والتجريبي باحترافية عالية،‏<br />

جند ظالله واسعة االمتداد يف متون نصوصه<br />

اخلزفية،‏ بعد وطر من املكايدات التجريبية التي<br />

منحت أعماله هذا الثراء والفرادة يف أشكالها<br />

اخلزفية التي تنأى بعيداً‏ عن معجمها الوظائفي<br />

الذي ظل لصيقاً‏ يف صرح هذا الفن طويالً.‏<br />

ثراء التجربة يحيلنا إلى فرادة تكويناته ‏)كتلها<br />

املتسقة(،‏ وهي تنبثق من عالم األطيان تستدعينا<br />

لتأملها والتفكير بالكيفية التي نتج عنها هذا<br />

األثر الفني بتلك األناقة والدقة واالحتراف،‏<br />

والقدرة العالية يف بث شفراته العديدة لتشكل<br />

طريقته اخلاصة يف توصيل البنية املت<strong>حر</strong>كة<br />

للوجود يف الزمان إلى العني.‏<br />

عندما ترتقي الطينة سلم إنوجادها بني أنامل<br />

اخلزاف،‏ وهي مشحونة بدفق عال من املشاعر<br />

الندية،‏ تثير أسئلة وجودها أمام بصيرة الفنان<br />

وجتاربه،‏ تطالبه باملزيد من الفرادة واجلمال.‏<br />

رمبا حتمل األشكال اخلزفية مورثاتها اجلينية<br />

‏)شكلياً(‏ من خزف ما قبل التدوين وما بعده<br />

وما تختزنه ذاكرة الفنان،‏ وال وعيه اجلمعي،‏<br />

واطالعه على التجارب األخرى...‏ تلك هي<br />

مكابدات وعذابات األسلوب التي تشترط فعالً‏<br />

إبداعياً‏ مائزاً‏ لدى الفنان،‏ وهو ممسك بطينته<br />

على رحى الزمن الدائر يف دوالب اخلزف.‏<br />

فالنماذج التي تكورت من رحم طينة رافدينية<br />

طوعت بني أنامل الفنان حد انصياعها ملقولة<br />

الهندسة دائرة ‏)كرة(‏ تشكلت بصيغة إناء أو<br />

قدح عميق واتسعت جوانبه تارة،‏ وتكورت على<br />

نفسها بشدة تارة أخرى لتستعير من عواملنا<br />

أشكالها،‏ والتي تتراسل ألعيننا كأيقونات<br />

32

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!