01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

حيث كانت رفيقته يف رحالته بني مدن العراق<br />

أيام كان والده يعمل كمدير للبريد يف السماوة<br />

وبابل والنجف،‏ وهي الشاهد على اخلطوات<br />

االولى املبكرة التي جمعت الشابني املوهوبني<br />

سعد شاكر والفنان الطبيب عالء بشير،‏ قبل<br />

أن يتحوال الى جنمني المعني يف عالم الفن<br />

التشكيلي العراقي.‏ ففي مدينة السماوة جنوب<br />

العراق وقبل اكثر من سبعني عاماً‏ ستَستهويهم<br />

محاوالت رسم الطبيعة واالستغراق يف معاجلة<br />

مفرداتها يف فنَيهما فيما بعد.‏<br />

ثمة ايضاً‏ دفتراً‏ للشعر صنعه الفنان الشاب<br />

بنفسه،‏ وخط عليه عنوان:‏ ‏)مختارات شعرية<br />

ملجموعة شعراء مختلفني،‏ تأليف:‏ سعد شاكر<br />

محمد،‏ سنة 1950( وهي مختارات لشعر املتنبي<br />

واجلواهري والرصايف واحلمداني وجميل بثينة<br />

وعبد الصمد بن املعذل،‏ حيث نقرأ قصائد<br />

غزل للحبيبة األولى وتدوين ذكرى لقاء عابر<br />

بتاريخ 6 فبراير عام 1952، وآخر لعام 1954.<br />

انهما ولع رسم الطبيعة والولع بالشعر،‏ شاهدان<br />

على اهتمام الفنان املبكر مبا هو نَصي لغوي<br />

وصوري مكاني،‏ ثم يليهما الصوتي،‏ إذ ترك لنا<br />

الفنان سعد شاكر جهاز شريط سمعي ( مسجل<br />

كاسيت(،‏ كان يستمع من خالله للموسيقى<br />

اليونانية والكالسيكية وأم كلثوم ومحمد عبد<br />

الوهاب،‏ فيما كان يشرب الشاي ويدخن الغليون،‏<br />

ثم يستمتع فيما بعد بنزهة على الدراجة الهوائية<br />

ويعاود القراءة بنهم.‏ وعلى الرغم من عمله الذي<br />

كان ميتد الى اربعة عشرة ساعة يف اليوم إال<br />

أنه يف الوقت ذاته كان ي<strong>حر</strong>ص على عالقاته<br />

اإلنسانية متمثلة بحُ‏ نوه على العائلة ومحيطه<br />

االجتماعي.‏ وخصوصاً‏ حني كان يقضي ساعة<br />

أو ساعتني من اللهو واخلوض يف التجارب<br />

االولى يف صناعة الفخار يخصصه البنيه دلير<br />

وزياد.‏ لم اشعر وانا اتأمل يف اشياءه بروح<br />

الفنان البوهيمية املتمردة،‏ بل كنت اجدها روحاً‏<br />

ملتزمة ومنضبطة.‏ كان يضع القياسات الدقيقة<br />

على سكيجات اعماله قبل الشروع بتنفيذها،‏<br />

على الرغم من تدخل الصدفة وصعوبة<br />

السيطرة على عملية احلرق والطالء...‏ ترى<br />

من أين جاء بكل هذا اليقني ؟ وكيف استطاع<br />

حتديد أهدافه والسعي لتحقيقها بخطى ثابتة<br />

132

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!