01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

114<br />

كانت بيوتاً‏ موحشة،‏ يشعر الناظر اليها الغربة،‏<br />

وهي تعيده الى ذاته املفردة.‏ الى كيانه اخلاص<br />

واخلالص.‏ الىعزلته كائناً‏ وسط مشكالته<br />

الوجودية التي التعالج من خالل حوار مع اخر.‏<br />

بيوت تؤكد عزلتها من خالل خلوها من أية<br />

بارقة امل.‏<br />

غير ان ‏)طارق ابراهيم(‏ والذي استهوته هذه<br />

البيوت بعزلتها ونفيها وحتوالتها التعبيرية كثيراً‏<br />

سرعان ماقاد خطاه الى السير وسط مدن<br />

خزفية مهجورة.‏ ففي معرضه ‏)تكوينات من<br />

الطبيعة(‏ عام )1989( عرض مشيئته الهندسية<br />

اخليالية.‏ لقد طروت اشكاله اليد البدائية<br />

وصارت جماليتها تستخرج قوانينها من صلتها<br />

ب<strong>فضاء</strong> وهمي يحيطها <strong>فضاء</strong> تشعر معه بألفة<br />

وجودها.‏ وكأنها موجودة ال للنفي كما يف البيوت<br />

الطينية بل لالستقبال،‏ فهي مدن انسية،‏ تثق يف<br />

كل جزء منها باحلضور االنساني املخيب قمعاً،‏<br />

او الغائب بالصدفة،‏ ‏)طارق ابراهيم(‏ استطاع<br />

من خالله حتول هذا ان يقدم مدناً‏ خالية تهيج<br />

الفكر مثلما تبهج العني.‏ مسراتها الكامنة توازي<br />

متعة النظر اليها.‏ هذه املدن املغلفة بحدود<br />

النظر اخلارجي اليها لم تشبع االجماليات<br />

املشهد اخلارجي لدى هذا الفنان فكان عليه ان<br />

يبحث عن وسيلة او تقنية متكنه من االسترسال<br />

يف العبث باالمكانية السرية التي تنطوي عليها<br />

فكرة اجلمال.‏ وقد عثر عليها من خالل جتاربه<br />

التي استمرت طوال فترة التسعينات.‏ وان كان<br />

اخليط الذي امسك به،‏ هذه املرة ليقاوده اال<br />

الى احلكاية . غير انه امسك به لينقذه من<br />

صمت مدنه.‏ لقد استلهم ‏)طارق ابراهيم(‏ هذه<br />

املرة اجلانب اللغزي يف حكايات ألف ليلة وليلة.‏<br />

ومد يده اللتقاط احلكاية الكامنة.‏ شكلياً،‏ وهذا<br />

ما يهمنا.‏ اسكن حكاياته املهملة داخل اناء خزيف<br />

مكسور،‏ من خالل ثقب ما او شرخ مانستطيع<br />

التلصص على هذه احلكاية التي جتري احداثها<br />

خفية.‏ وإذا ماكانت هذه احملاولة تبدو من اخلارج<br />

وكأنها سعي توضيحي ألستنطاق احداث واقعية ذات<br />

داللة رمزية،‏ فأنها على مستوى جتربة الفنان نفسه<br />

تعيدنا الى خطوة البداية،‏ حيث املسار اخلزيف املختلف<br />

لقد استعاد الفنان،‏ هذه املرة قطعه املهمشة مكتظة مبا<br />

ميكن ان حتمله من اسئلة وتداعيات فكرية ونفسية،‏ ال<br />

فنية فحسب.‏ وكأنه بذلك يكمل دورته التأريخية.‏ ويعود<br />

بعد أكثر من عشرين سنة من الفرار الى نقطة البداية،‏<br />

اشكاله اخلزفية املهدمة والتي تكشف عن

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!