01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

سعد شاكر:‏ قيافة آثار احملترف<br />

تغريد هاشم<br />

يعكس هذا املقال مبا فيه من تفاصيل وصور،‏ مدى الدمار الذي حلق باملورث<br />

الفني نتيجة احلصار واحلروب العبثية وما جاء به االحتالل بعد عام 20<strong>03</strong><br />

من سلطة فاسدة غارقة بالطائفية،‏ كل همها اشاعة اجلهل وتعميم اخلرافات<br />

الدينية وخلق االالف من املشاريع الوهمية كأداة لنهب املال العام.‏<br />

‏)كل فنسنت يحتاج لثيو يا اليزابيث(‏<br />

كالرك هولينكس،‏ يف حديث مع ابنته<br />

اقتربت الساعة من الثامنة مساءاً،‏ وحان موعد<br />

احلديث عبر الهاتف مع الفنان دلير شاكر عن<br />

والده الفنان اخلزاف سعد شاكر،‏ لقد خشيت<br />

نسيان طرح أهم األسئلة،‏ أو فقدان التركيز<br />

والشعور بالفراغ،‏ فاحلديث عبر الهاتف<br />

يبعث على القلق والتوتر أحيانا،‏ لذا طلبت<br />

من الصديق الفنان عمار داود أن يحضر هذا<br />

اللقاء كي يسعفني عندما يباغتني التيه.‏ رن<br />

جرس املاسنجر،‏ من عمان،‏ حيث يقيم دلير<br />

االبن األصغر للفنان سعد شاكر والوريث لرحلة<br />

والده اإلبداعية،‏ ذلك بعد أن درس وامتهن اخوه<br />

الوحيد زياد املوسيقى والذي يكبره بسنة واحدة.‏<br />

دلير الفنان واالبن،‏ بكياسة وكفاءة عالية،‏ عاد<br />

بنا الى الوراء حيث البدايات االولى ألبيه<br />

الشاب،‏ مسترسالً‏ بحديث مشحون بالعاطفة<br />

والذكريات الى مايقارب الساعتني،‏ كنت اصغي<br />

باهتمام شديد وهو يروي جتارب والده وخبرات<br />

عشرات من السنني التي مضت.‏ ففي اوائل<br />

الثالثينات من عمره،‏ عام 1967، عاد سعد<br />

شاكر فناناً‏ عراقياً‏ طموحاً‏ من رحلته املعرفية<br />

التي قضى فيها سبعة سنوات،‏ دَرَس وعمل<br />

كأستاذ ومحاضر يف مدرسة ‏)هارو(‏ للخزف و<br />

الكلية املركزية للفنون اجلميلة يف بريطانيا،‏ عاد<br />

محمالً‏ بأفكار وأهداف مغايرة ملا يحمله اقرانه<br />

من ابناء جيله.‏ وبكلمات تثير الشجون،‏ كنا نزور<br />

افتراضياً:‏ املنزل،‏ الشارع،‏ املعهد،‏ األكادميية،‏<br />

بريطانيا،‏ ثم نعود الى قبرص وبغداد ليعاود<br />

احلديث عن احملترف،‏ واللقاءات احلميمة لكبار<br />

الفنانني،‏ يصف الرفوف وما عليها،‏ واألشياء<br />

املعلقة على اجلدران،‏ الفرن،‏ العجلة،‏ كرسي األب<br />

الفنان يف املشغل،‏ حديقة املنزل،‏ منطقة املأمون<br />

وسوق غازي.‏ اعلم جيداً‏ ان مهمتنا تتلخص<br />

يف تأمل ووصف أشياء الفنان شاكر،‏ األشياء<br />

التي ظلت يف سبات وصمت عميقني طوال تلك<br />

السنني التي مضت،‏ لكنهما - الوصف والتأمل<br />

- سيشكالن يف النهاية صورة تاريخ حملترف<br />

تتكشّ‏ ف حقيقته من خالل اشياءه،‏ وهي بالنهاية<br />

حقيقة ذات الفنان اإلنسانية وحقيقته كموجود<br />

مبدع ضمن محيطه،‏ وستظل تعبر عن أسلوبه يف<br />

احلياة والعمل اإلبداعي على السواء.‏ ثمة شعور<br />

يعترينا مراراً‏ بأن كل ما حدث ليس ابن صدفة<br />

أو مجرد مهمة يكلف بها املرء لوصف وتصنيف<br />

126

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!