01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

38<br />

التذكارية(‏ التي تلوذ لإللتحام بالنصف اآلخر<br />

لها،‏ حيث مينحنا العمل وعداً‏ بالقرب لتذوب<br />

املسافة الفاصلة بني النصفني كما تذوب األحياز<br />

يف غمرة احلب.‏ الصورة )54(، وهو عمل نحت<br />

فخاري بطابع معماري مائز،‏ ينطوي على قيم<br />

جمالية تتأسس على عالقة الكتل وأحيازها<br />

احمليطة.‏ ومن تلك العالقة البنائية يتم تشفير <br />

حشد الدالالت املبثوثة والتي تنطوي على وعي<br />

إدراكي استأثر كثيراً‏ بالدراسات النفسية الكلية<br />

ملدرسة ‏)اجلشطالت(.‏<br />

هنا يصبح احليز الفضائي ما بني الكتلتني<br />

عنصراً‏ جمالياً‏ بنيوياً‏ فعاالً‏ يف خلق التوازن<br />

الفراغي ما بني الكتلتني؛ معمقاً‏ لفكرة العالقة<br />

املكانية لألحياز ‏)البروكسيمية(‏ بوصفها شفرات<br />

ثقافية حسب األنثروبولوجي إدوارد تي هول.‏<br />

يقدم لنا الفنان سعد شاكر صياغة جمالية<br />

مكانية ‏)الصورة 54( للعالقة احلميمية ما<br />

بني شخصني بتجريد معماري،‏ يصلح أن يكون<br />

بوابة ملدينة العاشقني.‏ ولرمبا العمل النحتي<br />

املت<strong>حر</strong>ك ‏)علي واألميرة نينو(‏ للنحات اجلورجي<br />

متارا كفييسيتادزي على شاطئ مدينة باتومي<br />

يف جورجيا )2010( ميثل ما ذهبنا إليه من<br />

استدعاء جمالي لتجربة فناننا سعد شاكر بروح<br />

نحتية معاصرة،‏ آخذين بنظر االعتبار الفارق<br />

الزماني ما بني هذا العمل والتجارب اخلزفية<br />

لفناننا.‏<br />

وبهذا الصدد تلتمع يف أذهاننا مقاربة<br />

أنثربولوجية قد ذكرت يف مأدبة أفالطون حيث<br />

يروي أرستوفانس عن طبيعة احلب الذي ظل<br />

يفتننا عبر الدهور ويخبرنا ‏»أن كل املوجودات<br />

كانت يف األصل مخلوقات كروية الشكل،‏ ولكن<br />

اآللهة قد قسمتها بعد ذلك إلى نصفني لسوء<br />

سلوكها.‏ ومن ذلك احلني،‏ فإن كل نصف وهو<br />

ما كان ينتمي يف األصل إلى موجود حي واحد<br />

كامل يحاول ان يصبح كالً‏ صحيحاً‏ مرّة أخرى.‏<br />

وهكذا فإن كل فرد يكون مبثابة كسرة أو عالمة<br />

لإلنسان«.‏ وبصياغة الفنان سعد شاكر نفسه<br />

يرى يف هذه القطعة اخلزفية أنها منحوتة ‏»ذات<br />

داللة تعبيرية،‏ وهي تنزع لتكون عمالً‏ معمارياً‏<br />

يشكل ال<strong>فضاء</strong> يف داخلها عنصراً‏ متمماً‏ للشكل،‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!