01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الهندسي،‏ وبوصفها عالمة ال حتتاج للتركيب<br />

واملجاورة يف إثبات رسوخيتها بقاموس التشكل<br />

والتدليل اجلمالي واخلزيف.‏<br />

يف أوائل جتربتي اهتمامي بالسطح اخلشن<br />

لتشقق الطني،‏ مهتماً‏ باملزايا اجلمالية للطني،‏<br />

ظهرت الكرة يف أعمالي.‏ وقد كسرت الكرة<br />

إلى نصفني،‏ وقمت بتحطيمها وعملت خراباً‏<br />

يف سطحها«.‏ نلحظ ثراء التجربة يف<br />

محاوالتها العديدة ملعاجلة الكرة جمالياً‏ يف<br />

مناذجه اخلزفية املتعددة،‏ فهو يجعل من شكلها<br />

الهندسي ولغة بوحها التعبيرية ‏)أنطولوجيا(‏<br />

مبرراً‏ جمالياً‏ يف تقصي شكلها املتكامل للغوص<br />

يف جنباته ومخبوءاته.‏<br />

وتبقى الدائرة محطة أسرار كامنة،‏ يحاول<br />

الفنان يف الشكل )80( اإلصغاء لروح الطني<br />

اللدنة مذكياً‏ تلك اخلاصية من خالل انبعاج<br />

سطح الكرة نحو الداخل بفعل ضغط الكرة<br />

الصغيرة عليه ، وتنفتح التجربة عبر الكرة<br />

بصياغات متعددة،‏ كاألفكار التي تأتي تباعاً‏ من<br />

خالل االستمرارية،‏ عندئذ الشكل يولد شكالً‏<br />

آخر امتداداً‏ له،‏ فالكرة تنقسم إلى نصفني،‏<br />

يتم ربط نصفيها بأشرطة بارزة ‏)الصورة 74(<br />

لتترك مساحة لونية من األحمر أشد نصوعاً‏<br />

من محيطها اللوني البني احملمّر.‏ وهذا التغاير<br />

اللوني بدرجته الطفيفة يتطلب وعياً‏ وخبرة<br />

تقنية يف كيمياء اخلامة املستخدمة وفعل<br />

احلرق ودرجاته،‏ ومبستوى تفعيل جمالي،‏ إذ<br />

يقوم الفنان طارق إبراهيم بالتعديل والتحوير<br />

يف معمارية خزفياته املجردة لتكتسي املادة<br />

‏)الطني(‏ شكل األشياء.‏ حيث جند هذه األعمال<br />

قد أيقظت بشدة انحيازها للقيمة اجلمالية يف<br />

ثراء الشكل اخلزيف.‏ ‏)الصور 81 80، و 82(.<br />

يهمس لنا الفنان طارق إبراهيم يف الصورتني<br />

)77 و 79( عن مدى رقة كراته وزخم هذا اجلمال<br />

الراسخ باتقان عال نتاج الدربة واملراس يف<br />

تقنية التشكيل بالقالب أو بصب الطني الرائب،‏<br />

كيف حفز لنا جمالياً‏ رقة أشكاله بوضع كرة<br />

زرقاء صغيرة يف الصورة )77( متسقة بلونها مع<br />

القاعدة الالزوردية،‏ مانحاً‏ الكرة ببياضها <strong>فضاء</strong>ً‏<br />

أكثر رحابة،‏ مدركاً‏ جمال العالقة ما بينهما وما<br />

تنث هذه العالقة اللونية من زخم جتريدي وبوح<br />

فضائي كوني.‏ ويف ‏)الصورة 80( تستدرج العني<br />

لتقصي هذا االنحناء يف شكل الكرة للداخل<br />

حيث يتقعر سطحها العلوي،‏ وباحترافية عالية<br />

يتشكل القدح بلونه األحمر العميق ‏)الرماني(‏<br />

متضاداً‏ مع لون الكرة و بشدة عالية يف التباين<br />

مع قاعدة العمل السوداء.‏<br />

نتأمل كرة زرقاء تستجيب برقة لكرة ذهبية<br />

تشعرنا بثقلها الذي أرغم سطح الكرة الزرقاء<br />

لالنبعاج ثنائية بنائية منجذبة ما بني الرقة<br />

واخلفة والثقل والوزن بتكتلها وضغطها.‏<br />

عالمتان يذكي فعلهما البنائي مبشاركة فاعلة<br />

وإسناد واضح للعالمة السوداء لقاعدة العمل<br />

اخلزيف،‏ حيث تشترك البنية اللًونية يف تعضيد<br />

صياغة النص جمالياً.‏ وتنفتح التجربة عبر الكرة<br />

بصياغات متعددة ، كاألفكار التيتأتي تباعا من<br />

صورة 77 امراة.‏ للفنان طارق ابراهيم 2007<br />

* 25 22 سم<br />

صورة 78 كرة خزفية خضراء . للفنان طارق ابراهيم<br />

* 32 .2008 22 سم<br />

52

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!