01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

قوانينه الديناميكية اخلاصة.‏<br />

الصورتني )47 و 48( متت إستعارتهما شكلياً‏<br />

من مشاهدات الفنان ‏)أواخر الثمانينات(‏<br />

يف إحدى القرى القبرصية ملجرشة حبوب<br />

حجرية ‏)كرة حجرية تت<strong>حر</strong>ك داخل كتلة حجرية<br />

مقعرة بشكل إيقاعي(‏ . وسوف جند صدى<br />

هذه احلركة اإليقاعية وبعدها الزماني املتوقع<br />

إستجابة حلركة الكرات على السطوح املائلة<br />

والزلقة يف أعمال عديدة أخرى،‏ وكيف يحاول<br />

الفنان أن يجمّد تلك احلركة يف بعض نصوصه<br />

اإلبداعية،‏ معمقاً‏ داللة ‏)القلق(‏ الوجودي لكرات<br />

فوق كتلها،‏ قد تت<strong>حر</strong>ك حلظة ملسها بجناح<br />

فراشة جذبتها األلوان.‏ ‏)الصورة 52(.<br />

وهذا العمل التسعيني عتبة جمالية لنصوص<br />

كثيرة أخرى للفنان وظالله يف جتارب اآلخرين،‏<br />

والعمل ينبجس عن بوح <strong>حر</strong>ويف كامن حيث<br />

يتراسل شكلياً‏ ب<strong>حر</strong>ف الزاي،‏ والنقطة كرة<br />

صلدة فوق معماره.‏ وجند الكرة تتداخل بكثافة<br />

يف منجزه مبواقع استقرار متعددة تبث شفراتها<br />

‏)الهندسية(‏ ككتلة ووجود فيزيقي محض،‏ مانحاً‏<br />

إيانا لذائذه اجلمالية من جوهره األفالطوني،‏<br />

باإلضافة الى ما تكتنزه أشكاله من نثيث جمالي<br />

محكوم بعالئقيات نسق سعد شاكر اخلزيف،‏<br />

مانحاً‏ العمل اخلزيف قيمته الذاتية بعيداً‏ عن<br />

ترديد متاثليته األيقونية مباشرة،‏ وبإزاحة بنيوية<br />

ذكية بعيداً‏ عن غرضية اخلزف التي أرساها<br />

قاموس الشكل النفعي دهوراً،‏ ليعمق احلضور<br />

اجلمالي يف منجزه بصياغات جتريدية هندسية<br />

تبوح من خاللها العالمات ‏)املؤشرية والرمزية(‏<br />

املكثفة لكائنات حية تطالبنا باإلصغاء لنداءاتها<br />

والتي تشكلت بصور عدة:‏ حمامة جاثية،‏ أثداء<br />

نافرة أو متدلية،‏ مواضع اخلصوبة،‏ عيون<br />

مأزومة،‏ قطعة رداء،‏ أنوثة منحنية،‏ ورحم قابل<br />

جلنني قادم،‏ أو فاه يصرخ لفدائي،‏ ‏)الصورة 51(<br />

ليحيلنا إلى مدلوالت سياسية ظرفية مقترنة<br />

بستينات وسبعينات القرن املاضي يف أشد<br />

خطاباتها املرتبطة بالقضية الفلسطينية والعمل<br />

الفدائي و<strong>حر</strong>كات الت<strong>حر</strong>ر من اإلمبريالية،‏ مع<br />

تراسل ملفهومي الهوية واألصالة الضاغطني يف<br />

األوساط الفنية والثقافية بشكل الفت وقتئذ.‏<br />

حيث جتد املفردات الشكلية ‏)األقواس،‏ األهلة،‏<br />

احلروف(‏ واأللوان الالزوردية،‏ رحابة التمثل<br />

والتواجد يف متون األعمال التشكيلية.‏<br />

ويصير ‏)املنحني(‏ امرأة قد تقوس ظهرها<br />

بحنو على سالم معتقل ‏)بهيئة حمامة(،‏<br />

والنتوءات البارزة استعارة رمزية قارة من حقل<br />

داللي ينفتح،‏ مشفراً‏ لفعل اخلصوبة من جسد<br />

األنوثة واملقترن لونياً‏ بالنقاء.‏ وتتجاور العالمتان<br />

‏)املرأة واحلمامة(‏ يف قاموس التدليل والترميز،‏<br />

كمؤشرات لل<strong>حر</strong>ية والسالم والت<strong>حر</strong>ر واحلب<br />

والرقة واحلنان.‏ وهذا االقتران جنده مفعالً‏<br />

لديه بوصفها عالمات تبئير مركزية حتيط<br />

بها بعض العالمات احمليطية كالقيود ‏)أعمدة(‏<br />

ممتدة يف <strong>فضاء</strong> العمل اخلزيف،‏ ‏)الصورة 49(<br />

ليتحول إلى صياغة جمالية جتريدية تأخذ<br />

إستعارتها الشكلية من النافذة وإمكانية اإلحالة<br />

للمرايا.‏<br />

وبرؤية إبداعية خالقة أعاد الفنان سعد شاكر<br />

صياغة العالقة ما بني احلمامة واملرأة إلى فعل<br />

جمالي معبأ بجردة من الدوال احلسية،‏ جسد<br />

امرأة متلبس بهيأة طائر فارداً‏ جناحيه يف توق<br />

لل<strong>حر</strong>ية ‏)الصورة 49(. هذا التوق الوجودي<br />

لدى الفنان للخالص من واقع مأساوي قد<br />

أوغل االندكاك به ليترشح كثيراً‏ يف خزفياته<br />

التي استدعت تلك املثيرات،‏ وانبثت دوالها<br />

يف سطوحها البالغة الترف،‏ واملقدمة بطريقة<br />

عقالنية بهدف إبداع أشياء ممثلة للجمال<br />

لكي تسرنا،‏ ومتنحنا تثاقفاً‏ خالقاً‏ يف محيط<br />

العالقات احلياتية ما بني عناصر الوجود.‏<br />

34

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!