Attention! Your ePaper is waiting for publication!
By publishing your document, the content will be optimally indexed by Google via AI and sorted into the right category for over 500 million ePaper readers on YUMPU.
This will ensure high visibility and many readers!
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.
133 واثقة ؟ لقد كانت الرحلة الى بريطانيا لدراسة فن اخلزف، قراراً جَ ريئاً، فهذا النوع من الفن يف العراق كان ما يزال يسير بخطى وئيدة، وان كان احد احلرف اليدوية والصناعات الشعبية املنتشرة يف العراق والتي تعتمد على اليد وبعض األدوات البسيطة. وعلى الرغم ايضاً من أن بوابة عشتار، والتي نفذت قبل ثالث آالف سنة، كمدخل عجيب ملَدينة العجائِب بابل. حيث نتخيل االمكانيات احملدودة وقطع اللنب التي وصل ترقيمها الى املليار وإعداد الكور الكبيرة احلجم التي يحتاجها الفنان لل<strong>حر</strong>ق والتزجيج والتلوين. إنه إذن اللغز الكبير الذي ال ميلك أحد أن يفك احاجيه. وستعمل العصور املظلمة التي تلت، واخلراب االجتماعي واالقتصادي والثقايف الذي جلبه االحتالل تلو اآلخر على أن يحولوا دون استمرارية التطور الطبيعي ملثل
حيث كانت رفيقته يف رحالته بني مدن العراق أيام كان والده يعمل كمدير للبريد يف السماوة وبابل والنجف، وهي الشاهد على اخلطوات االولى املبكرة التي جمعت الشابني املوهوبني سعد شاكر والفنان الطبيب عالء بشير، قبل أن يتحوال الى جنمني المعني يف عالم الفن التشكيلي العراقي. ففي مدينة السماوة جنوب العراق وقبل اكثر من سبعني عاماً ستَستهويهم محاوالت رسم الطبيعة واالستغراق يف معاجلة مفرداتها يف فنَيهما فيما بعد. ثمة ايضاً دفتراً للشعر صنعه الفنان الشاب بنفسه، وخط عليه عنوان: )مختارات شعرية ملجموعة شعراء مختلفني، تأليف: سعد شاكر محمد، سنة 1950( وهي مختارات لشعر املتنبي واجلواهري والرصايف واحلمداني وجميل بثينة وعبد الصمد بن املعذل، حيث نقرأ قصائد غزل للحبيبة األولى وتدوين ذكرى لقاء عابر بتاريخ 6 فبراير عام 1952، وآخر لعام 1954. انهما ولع رسم الطبيعة والولع بالشعر، شاهدان على اهتمام الفنان املبكر مبا هو نَصي لغوي وصوري مكاني، ثم يليهما الصوتي، إذ ترك لنا الفنان سعد شاكر جهاز شريط سمعي ( مسجل كاسيت(، كان يستمع من خالله للموسيقى اليونانية والكالسيكية وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، فيما كان يشرب الشاي ويدخن الغليون، ثم يستمتع فيما بعد بنزهة على الدراجة الهوائية ويعاود القراءة بنهم. وعلى الرغم من عمله الذي كان ميتد الى اربعة عشرة ساعة يف اليوم إال أنه يف الوقت ذاته كان ي<strong>حر</strong>ص على عالقاته اإلنسانية متمثلة بحُ نوه على العائلة ومحيطه االجتماعي. وخصوصاً حني كان يقضي ساعة أو ساعتني من اللهو واخلوض يف التجارب االولى يف صناعة الفخار يخصصه البنيه دلير وزياد. لم اشعر وانا اتأمل يف اشياءه بروح الفنان البوهيمية املتمردة، بل كنت اجدها روحاً ملتزمة ومنضبطة. كان يضع القياسات الدقيقة على سكيجات اعماله قبل الشروع بتنفيذها، على الرغم من تدخل الصدفة وصعوبة السيطرة على عملية احلرق والطالء... ترى من أين جاء بكل هذا اليقني ؟ وكيف استطاع حتديد أهدافه والسعي لتحقيقها بخطى ثابتة 132