01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

اقتالعاً‏ حاداً،‏ وبالدرجة نفسها أعطتنا وحدة<br />

تنظيمية لعالم املصغرات العجيب.‏<br />

وبالنسبة لالنطباع األخير أرى أن الفنان أطلق<br />

تلقائياً‏ نفوذ الفن اخلزيف الصيني عليه فيما<br />

يخص املصغرات،‏ إذ كان قد درس فن اخلزف<br />

يف الصني وحاز على درجة الدبلوم من املعهد<br />

املركزي للفنون التطبيقية يف بكني عام / 1964<br />

/. ومعروف أن فن التصغير قائم على فلسفة<br />

جمالية وروحية يف حضارة الصني القدمية.‏<br />

واآلن ميكن أن نعرف ما آلت إليه الكتلة اخلزفية.‏<br />

ففي واحدة من جتاربه حوّل الكتلة إلى مسلة<br />

نصعد عليها بسلّم،‏ لكننا نستطيع أن ننزل فيها إلى<br />

القعر.‏ يف حالة النزول جند أنفسنا يف جتربة ‏)مدن<br />

اخليال(‏ التي قدمت أوصافها يف البداية.‏ وهذه<br />

التجربة تستكمل أفكار التنقيب األثري إمنا من<br />

دون كشط بل كسر غطاء وبعنف.‏ عندها سيبدو<br />

كل شيء س<strong>حر</strong>ياً‏ وعاطفياً‏ بسبب ذلك التشاكل<br />

غير املتجانس يف الظاهر بني هيئة مكان<br />

معماري وشكل استعمالي تقليدي.‏ وسنعرف<br />

أن للجرار عمقاً‏ إضافياً‏ لم يستكشف بعد..‏<br />

جتاويف ال نسمع منها قرقرات بل ترجيعات<br />

ألفكارنا اخليالية.‏<br />

املشكلة اخلزفية<br />

يف بداية الثمانينات قدم طارق إبراهيم<br />

منحوتات خزفية خشنة تشبه مستطيالً‏ مجوّفاً‏<br />

يرتفع وتتفرع منه ذراعان مستطيالن أيضاً.‏<br />

وكان قد قطع املستطيل الصاعد مضيفاً‏ قطعة<br />

بنسيج جديد من حيث البناء وامللمس واللون.‏<br />

لكن الغريب أنه ثقب املنحوتة من األعلى مؤكداً‏<br />

هذا الثقب باللون.‏ إن أفواه اجلرار املستذكرة<br />

تخرج إلى النور كأنها شهادة إخالص!‏<br />

بعد عشرين عاماً،‏ أي يف جتربته األخيرة لعام<br />

1999 خلص إلى نتيجة خزفية ذات نقاء شكلي،‏<br />

إذ دفع اخلصائص التجريدية للخزف إلى شكل<br />

مختزل حذفت منه املوحيات وأعمال التمثيل<br />

والتفسير واإلضافات اخلارجية،‏ مؤكداً‏ على<br />

وحدة النسيج وتركيبته يف هارمونية صافية:‏<br />

شكل مغلق،‏ وانسجام ما بني القاعدة والتكوين،‏<br />

ثم التحوير واالختزال بدالً‏ من التهشيم والتثوير.‏<br />

. ثم النحت أيضاَ.‏<br />

واآلن لست أدري إن كانت التجربة األخيرة متثل<br />

خامتة املطاف لذلك النزاع اجلمالي والداللي<br />

الذي خاضه الفنان.‏ لكننا باملقابل ندرك أكثر<br />

مما مضى أن ذلك النزاع هو يف األصل محاولة<br />

للخروج من روح اخلزف الفاتنة املتوازنة إلى<br />

<strong>فضاء</strong> شعبي ثقايف تفسيري وال يخلو من فتنة.‏<br />

املشكلة اخلزفية صعبة التحليل إلى عناصر<br />

معزولة،‏ واالستقراء التاريخي يعزز هذا التقدير.‏<br />

لكننا يف عصر يعزّز الشك وعدم اليقني.‏<br />

كتله وفراغ.‏ للفنان طارق ابراهيم 2004<br />

* 31 26 * 9 سم<br />

تكوين خزيف أزرق اصفر اخضر . للفنان طارق<br />

ابراهيم.‏ 2004<br />

* 16 22 سم<br />

109

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!