01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الفنان طارق ابراهيم والفنانه نهى الراضي مع الفنان<br />

عيسى حنا.‏ شارع ابى نواس.‏ بغداد،‏ تصوير بدر احلاج<br />

إلى إين،‏ وملاذا..؟<br />

عمل سيراميكي للفنان طارق ابراهيم،‏ 1980<br />

مجموعة املتحف االردني للفنون اجلميلة<br />

معاذ االلوسي<br />

العمل الفني اخلزيف عند طارق ذو ابعاد بعضها<br />

واضح يقترب الى التعمير يف بنائه والنحتية يف<br />

صياغته،‏ له سمك وكثافة يغلف حيزا،‏ فهو ليس<br />

مظهرا وامنا متثيل غير واقعي يطرحه فنان<br />

لهاجسه،‏ لتخلية او تصوره فكرة يحسها،‏ ويحاول<br />

ايصالها للشاهد بنزاهة عبر العمل اخلزيف<br />

البحت وعلى رغم من النحتية السائدة،‏ يحاول<br />

طارق االيصال بفتح ثغرة باجتاه الالمعقول،‏<br />

نحو املطلق غير املنظور،‏ وهناك نوع من الس<strong>حر</strong><br />

والترميز يف محاولته إلعادة الصياغة،‏ ال عاقلة،‏<br />

فيها األلم واملعاناة،‏ ويف بعض األحيان التشاؤم،‏<br />

كل ذلك بسبب تتالي اإلعالن البصري،‏ وتكرار<br />

رموز ذلك اإلعالن على هيئة مقاطع مجترة من<br />

أصل غير مسمى-‏ على رغم من وضوحها-‏<br />

ساللم روابي،‏ أبواب،‏ منحدرات،‏ فتحات،‏ منافذ،‏<br />

كلها تتلقى بتمسرح،‏ وكأنها حتاول اإلعالن بقوة<br />

عن شي أو صيغة،‏ مع توقع واضح لرد الفعل<br />

الذي يسببه اإلحساس بوجود شخوص اختفت،‏<br />

مرت يف حلظة ما،‏ نازلة صاعدة متسلقة<br />

منحدرة هاربة اختفت وراء أبواب املوصدة<br />

والفتحات املوحشة املظلمة،‏ كأنها مسيرة الروح<br />

دون اجلسد ‏)لتناقض املقاييس الهندسية(‏<br />

وهي بهذا السير تطرح أسئلة ناجتة بتجريد<br />

عناصر اإلعالن البصري املسرحي ‏)التجريد<br />

مقياسا ولونا(‏ وبعالقات غير مألوفة تخدع<br />

بصريا للوهلة األولى،‏ وكأنها غير مقصودة<br />

تؤكدها االمياءة واالشارة بوجود انسان،‏ اإلشارة<br />

ناجتة من بنية مجموع عناصر التكوين اخلزيف،‏<br />

وخاصة تأكيدها بترتيب قسم من االعمال على<br />

شكل مجاميع.‏<br />

لذا فأن احملور املركزي ألعمال طارق مبجموعها<br />

‏)وكما عودنا(‏ هو االنسان وحيرته يف البحث عن<br />

ذاته وأسباب تواجده،‏ ووجهته ضمن املفروض<br />

عليه،‏ بحكم طبيعة احمليط ومضمونه،‏ دون<br />

افساح املجال لذلك الباحث بالتيه،‏ يف الغموض<br />

الزائد والفضول اإلنساني املشروع،‏ عدم التيه<br />

لوجود االمياءات واالجتاهات املؤدية الى ذلك<br />

الغموض وللسيطرة على منافذ ذلك الفضول.‏<br />

كما عودنا طارق فهو ملتزم يف معرضه هذا،‏<br />

وبنفس اإلصرار على التعامل مع مادته كخزاف<br />

زاهد يرفض االجنرار وراء حالوة التكوينات<br />

األخرى ويحافظ على خزفه من فن النحت<br />

وفن العمارة،‏ ويبقى االنسان عنده سر تكوينات<br />

العمل،‏ اال ان يف معرضه هذا تسود روح االنسان<br />

وارادته على جسده واخلطوط واحلدود املكونة<br />

لذلك اجلسد وانسيابيتها.‏ ‏))معرضه للمدورات<br />

‏)سنة 1975( وتشققات اعماله يف سنة 1977<br />

والنصوص الزخرفية ملعرضه يف 1980(.<br />

158

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!