01.04.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

‏)الدائرة(‏ بؤرته وعالمته املهيمنة بوصفها رمزاً‏<br />

للذات وتعبر عن جمالية النفس بكل مظاهرها،‏<br />

متضمنة تلك العالقة ما بني اإلنسان والطبيعة.‏<br />

وعُدت الدائرة رمزاً‏ بدائياً‏ لتقديس ‏»الشمس«‏<br />

وما إقترن بها من عبادات.‏ وكانت تعد رمزاً‏<br />

إلله العدل والنور ‏»أوتو ‏)شمش ) يف العقائد<br />

العراقية السومرية.‏ كما شكلت النجمة الثمانية<br />

األشعة داخل الدائرة رمزاً‏ فلكياً‏ إللهة اجلمال<br />

واحلرب السومرية ‏»إنانا«‏ ‏)عشتار(‏ التي كانت<br />

تعبد يف سومر على األقل منذ فترة الوركاء<br />

‏)حوالي -3100 4000 ق.م.(‏ وهي إلهة اجلمال<br />

واحلب اإلغريقية ‏)فينوس أفر وديت(،‏ وجنمة<br />

الراعي ‏»دموزي«،‏ والتي عُرفت لدى العرب<br />

ب«العزى«‏ و«الزهرة«‏ و«جنمة الصباح.‏<br />

ظهرت تشكيالت الدائرة يف ماندالت رهبان<br />

التيبت،‏ ويف املفاهيم الكروية للفلكيني القدماء.‏<br />

واقترنت داللتها بدوام اإلشارة إلى مظهر احلياة،‏<br />

وإلى كليتها الالنهائية.‏ ويف طائفة ‏)الزين(،‏ متثل<br />

الدائرة التنور.‏ إنها ترمز إلى الكمال اإلنساني.‏<br />

نلحظ أبعاداً‏ وقيماً‏ جمالية متشربة بهذه اجلذور<br />

احلضارية،‏ مع صياغة تثري وجود النقطة<br />

املتكرر واألشكال التجريدية احملرّفة واملطورة<br />

بنائياً‏ من <strong>حر</strong>وفيات سومرية أو خطوط كوفية.‏<br />

ونلحظ هذه املفردات البصرية كثيراً‏ يف الشعور<br />

املنسابة خليول الفنان كاظم حيدر،‏ التي تناولت<br />

ملحمة الشهيد عام 1965 وما بعدها كذلك يف<br />

بعض خيول الفنان عامر العبيدي .<br />

أما الشكل البديع ( الصورة 12( وهو صحن<br />

خزيف كبير قد ازدان ب<strong>حر</strong>وف التينية بيضاء<br />

على أرضية زرقاء رمادية،‏ متلمساً‏ يف نسق<br />

تدرج األقواس الكتابية األربعة عشر من احلجم<br />

الكبير إلى األصغر نحو مركز الصحن تاركاً‏<br />

مساحة مركزية كنقطة جذب بصري يف التلقي<br />

والتكوين اجلمالي.‏ وتتداخل نهايات بعض<br />

احلروف مع األحياز املمنوحة لها يف األسطر<br />

التي حتتها بعالقة جتاذب وانشداد ما بني تلك<br />

احلروف يف متوالية جمالية،‏ قد أبدع الفنان يف<br />

صوغها.‏ وهي تشدو بإيقاعات نغمية خاصة<br />

ترددها احلروف بأشكالها،‏ والكلمات مبا حتفل<br />

من معان.‏<br />

والعمل يشي لنا بالبعد املرجعي املتوسطي<br />

للحضارة اإلغريقية ممثلة بتلك احلروف<br />

الالتينية يف صياغة جمالية <strong>حر</strong>وفية الطابع.‏<br />

12

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!