اليو٠النبوي لـ عبد الوهاب الطريري

اليوم النبوي
ثم كان بعد ذلك خيرج كل ليلة من آخر الليل إىل البَقِيع،‏ فيقول:‏ ‏»السالمُ‏
عليكم دار قوم مؤمنني،‏ وأتاكم ما توعدون،‏ غدً‏ ا مؤجاَّ‏ لون وإنا إن شاء اهلل بكم
الحقون،‏ اللهماَّ‏ اغفر ألهل بَقِيع الغَرْ‏ قَد«‏ )257( .
وياهلل هلذا النبيِّ‏ الذي يَرسْ‏ ُ بُ‏ يف سكون الليل ليقف أمامَ‏ قبور أصحابه
الذين قَضَ‏ وْ‏ ا نحبهم قبل أن يروا نرصَ‏ اهلل والفتح ودخولَ‏ األفواج يف دين اهلل،‏
مَضَ‏ وْ‏ ا إىل رهبم يف وقت القِلَّة والشِّ‏ دَّ‏ ة والصرب واللَّ‏ ‏ْوَ‏ اء ِ واملصابرة،‏ فأَفْضَ‏ وا إىل
رهبم،‏ مل يتعجَّ‏ لوا شيئًا من أجورهم.‏
ثم ها هو صىل اهلل عليه وآله وسلم مل تشغله أفواجُ‏ الوافدين عليه،‏ وال
مشاغلُ‏ انفساح رُ‏ قعة اإلسالم بني يديه،‏ فإذا هو يقتص من وقت راحته
وسكونه وقتًا يقف فيه أمام قبورهم،‏ يستعيد ذِكْرى أطيافهم املباركة،‏ باسطًا
يديه يف موقِف دعاء ووفاء.‏
كان صىل اهلل عليه وآله وسلم يُوشكُ‏ أن يودِّعَ‏ الدنيا،‏ فجعلَ‏ يودِّعُ‏ األمواتَ‏
واألحياءَ‏ قبل أن يلحق بالرَّ‏ فيق األعىل واملَحَ‏ لِّ‏ األَسْ‏ نَى.‏
النبوي
اليوم
113
25) ينظر:‏ ‏»مسند الطياليس«‏ )1532(، و»مسند أمحد«‏ )8878، 25855(، 24801،
و»صحيح مسلم )974(، و»سنن أيب داود«‏ )3237(، و»سنن ابن ماجه«‏ )1546(،
و»سنن النسائي«‏ )2037، ‎396‎؟؟(،‏ 2039، و»مسند أيب يعىل«‏ )4593، 4758، 4619،
4831(، و»صحيح ابن حبان«‏ )3172، 4523(، و»الدعاء«‏ للطرباين )2146(، و»سنن
البيهقي«‏ ،)78/4( .)249/5(