اليو٠النبوي لـ عبد الوهاب الطريري

اليوم
74 النبوي
اليوم النبوي
مع أنه كان يَنْهَ‏ ى عن الصالة بعد العرص،‏ وذلك أن وفد عبد القَ‏ يْس أَتَوْ‏ ا إليه
صىل اهلل عليه وآله وسلم باإلسالم من قومهم،‏ فشغلوه عن الركعتني اللتني
بعد الظهر،‏ فقضامها بعد العرص،‏ ثم أثبتهام،‏ وكان إذا صىلَّ‏ صالةً‏ أثبتها،‏ حتى
قالت عائشة ريض اهلل عنها:‏ ‏»والذي ذهب بنفسه،‏ ما تركهام ‏-أي الركعتني بعد
العرص-‏ حتى لقي اهلل عز وجل«‏ )168( . وكان يقيض فرتة بعد العرص غالبًا يف بيته
ومع نسائه.‏
وكام جيري يف جملسه مع زوجاته األُنس الزوجي،‏ تري املذاكرة العلمية
واألسئلة واالستشكال،‏ ويتلقَّ‏ ى ذلك رسولُ‏ اهلل برَ‏ حابة صدر وحسن تلقٍّ‏ ، فها
هي عائشة ريض اهلل عنها تسأله عن أشد ما لقي يف دعوته وبالغه وجهاده،‏
فتقول:‏ يا رسولَ‏ اهلل،‏ هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فيقول:‏ ‏»لقد
‏ِيتُ‏ منهم يوم العَقَبة؛ إذ عَ‏ رَ‏ ضْ‏ تُ‏ نفيس عىل
لَقِيتُ‏ من قومك،‏ وكان أشد ما لَق
ابن عبد يَاليلَ‏ بن عبد كُاللِ‏ ، فلم يبني إىل ما أردتُ‏ ، فانطلقتُ‏ وأنا مهمومٌ‏
عىل وجهي،‏ فلم أَسْ‏ تَفِقْ‏ إال بقَرْ‏ ن الثاَّعالب )169( ، فرفعتُ‏ رأيس،‏ فإذا أنا بسحابة
قد أظلاَّتني،‏ فنظرتُ‏ فإذا فيها جربيلُ‏ ، فناداين فقال:‏ إن اهلل عزاَّ‏ وجلاَّ‏ قد سمع
قولَ‏ قومك لك،‏ وما ردُّوا عليك،‏ وقد بعثَ‏ إليكَ‏ مَ‏ لَكَ‏ اجلبال؛ لتأمره بام شِ‏ ئْتَ‏
(16 ينظر:‏ ‏»مسند الطياليس«‏ ،29( ،)1484 و»مسند أمحد«‏ ،118( ،24235 ،9953
،)26560 ،25359 و»صحيح البخاري«‏ ،586( ،593-590 ،587 ،)1631 ،1233
و»صحيح مسلم«‏ )825، 835(، 834، و»جامع الرتمذي«‏ )184(، و»صحيح ابن
خزيمة«‏ ،1271( ،)1278-1276 و»صحيح ابن حبان«‏ ،1543( -1573 ،1570
،)1576 و»سنن البيهقي«‏ ،262/2( .)452
.... (16