اليو٠النبوي لـ عبد الوهاب الطريري

اليوم النبوي
وصىلَّ‏ الظهر مرَّ‏ ةً،‏ فلام سلَّم قام عىل املنرب،‏ فذكر الساعةَ‏ ، وذكر أن قبلها
أمورً‏ ا عظامًا،‏ ثم قال:‏ ‏»مَ‏ ن أحباَّ‏ أن يسألني عن يشء فليسألني عنه،‏ فو اهلل،‏ ال
تسألوين عن يشء إال أخربتكم به،‏ ما دمتُ‏ يف مقامي هذا«.‏ فأكثر الناسُ‏ البكاءَ،‏
وأكثر رسولُ‏ اهلل صىل اهلل عليه وآله وسلم أن يقول:‏ ‏»سَ‏ لُوين«.‏ فقام عبد اهلل بن
حُ‏ ذَ‏ افة ريض اهلل عنه،‏ فقال:‏ يا رسولَ‏ اهلل،‏ مَن أيب؟ قال:‏ ‏»أبوك حذافة«.‏ فلام
أكثرَ‏ رسولُ‏ اهلل صىل اهلل عليه وآله وسلم أن يقول:‏ ‏»سَ‏ لُوين«.‏ بَرَ‏ كَ‏ عمرُ‏ ، فقال:‏
رضينا باهلل ربًّا،‏ وباإلسالم دينًا،‏ وبمحمد رسوالً‏ . فسكت رسولُ‏ اهلل صىل اهلل
عليه وآله وسلم حني قال عمر ذلك،‏ ثم قال:‏ ‏»أَوْ‏ ىلَ‏ )150( ، والذي نفسُ‏ حممد
بيده،‏ لقد عُ‏ رِ‏ ضت علاَّ‏ اجلنةُ‏ والنارُ‏ آنفًا يف عُ‏ رْ‏ ضِ‏ هذا احلائط،‏ فلم أَرَ‏ كاليوم يف
اخلري والرش،‏ ولو تعلمونَ‏ ما أعلمُ‏ ؛ لضَ‏ حِ‏ كتم قليالً‏ ولبكيتم كثريً‏ ا«.‏ فام أَتَى عىل
أصحاب رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله وسلم يومٌ‏ أَشَ‏ دُّ‏ منه،‏ غَ‏ طَّوْ‏ ا رؤوسَ‏ هُ‏ م
وهلم خَ‏ نِني )151( .
وخطب بعد الظهر يف اليوم الذي رُ‏ جِ‏ م فيه ماعز ريض اهلل عنه،‏ فقال:‏ ‏»أَوَ‏
كلاَّام نَفَرْ‏ نَا غَ‏ زاةً‏ يف سبيل اهلل،‏ ختلاَّف رجلٌ‏ يف عيالنا له نَبِيبٌ‏ )152( كنَبيب التاَّيْسِ‏ ،
واخلنني:‏ رفع الصوت بالبكاء والنحيب.‏
15) النبيب:‏ صوت التيس عند اجلامع.‏
اليوم
66 النبوي
15) هي كلمة هتديد ووعيد،‏ ومعناها:‏ قرب منكم ما تكرهونه.‏
(15 ينظر:‏ ‏»مسند أمحد«‏ ،10531( ،)12820 ،12044 و»صحيح البخاري«‏ ،92( ،540
7089(، و»األدب املفرد«‏ )1184(، و»صحيح مسلم«‏ )2359(، و»مسند أيب يعىل«‏
،3134( ،)3690 ،3689 و»صحيح ابن حبان«‏ ،106( ،)6429 ،6245 و»املستدرك«‏
)631/3(، و»األحاديث املختارة«‏ للضياء )488/2( )2229(.