اليو٠النبوي لـ عبد الوهاب الطريري

اإغفاءة السَّ‏ حَ‏ ر
فإذا تدافعت ساعاتُ‏ الليل،‏ ومل يبقَ‏ من الليل إال صُ‏ بابَتُه األخريةُ،‏ وسُ‏ دُ‏ سُ‏ ه
األخريُ‏ ، أَوَ‏ ى رسولُ‏ اهلل صىل اهلل عليه وآله وسلم إىل فراشه؛ لرييح البدنَ‏
الرشيفَ‏ بعد سَ‏ بْحِ‏ ليلٍ‏ طويلٍ‏ ، ذِكْرً‏ ا وصالةً‏ ودعاءً‏ وتعاهدً‏ ا للقارب األحياء،‏
وللصحاب األموات،‏ فيَهْ‏ جَ‏ عُ‏ هجعةً‏ جيَ‏ ‏ِمُّ‏ هبا بدَ‏ نَه بعد القيام،‏ وهييِّؤه الستقبال
صالة الصبح وعمل النهار بنشاط وإقبال،‏ فتتقصَّ‏ ف سُ‏ ويعةُ‏ السَّ‏ حَ‏ ر ونبيُّك صىل
اهلل عليه وآله وسلم مستغرق يف نومه،‏ تقولُ‏ أُمُّنا عائشةُ‏ ريض اهلل عنها:‏ ‏»ما أَلْفَى
رسولَ‏ اهلل صىل اهلل عليه وآله وسلم السَّ‏ حَ‏ ر عندي إال نائامً‏ » )258( .
ويظلُّ‏ صىل اهلل عليه وآله وسلم يف نومته تلك حتى يَصْ‏ دَ‏ عَ‏ نورُ‏ الفجر ظلمةَ‏
الليل؛ ويَصْ‏ دَ‏ عَ‏ أذانُ‏ باللٍ‏ سكونَ‏ املدينة،‏ فيستيقظُ‏ رسولُ‏ اهلل صىل اهلل عليه وآله
وسلم،‏ ويبتدئُ‏ يومٌ‏ نبويٌّ‏ جديدٌ‏ ، معطَّرٌ‏ بأنفاس النبوَّ‏ ة،‏ مُنَوَّ‏ ر بأنوار الرِّ‏ سالة.‏
25) ينظر:‏ ‏»مسند الطياليس«‏ )1585(، و»مسند أمحد«‏ )25278، 25698(، و»صحيح
البخاري«‏ )1133(، و»صحيح مسلم«‏ )742(، و»سنن أيب داود«‏ )1318(، و»مسند أيب
يعىل«‏ )4662(، و»صحيح ابن حبان«‏ )2637(، و»سنن البيهقي«‏ )3/3(.
اليوم
115 النبوي