اليو٠النبوي لـ عبد الوهاب الطريري

اليوم النبوي
وكان إذا لقي الرجل من أصحابه مسحه ودعا له )97( .
وكان يقف ملَن يستوقفه يف الطريق،‏ وربام استوقفته اجلارية واملرأة،‏ فيقف
هلا،‏ حدَّ‏ ث عَ‏ دِ‏ يُّ‏ بن حَ‏ اتم الطائي ريض اهلل عنه عن أول لُقياه النبيَّ‏ صىل اهلل عليه
وآله وسلم،‏ فقال:‏ بينا أنا أميش معه،‏ إذ نادتهُ‏ امرأةٌ‏ وَ‏ غالمٌ‏ معها:‏ يا رسولَ‏ اهلل،‏
إنَّ‏ لَنا إليكَ‏ حاجةً‏ . فخَ‏ لَوْ‏ ا به قائامً‏ معهام حتى أَوَ‏ يْتُ‏ له منْ‏ طول الْقيام،‏ قلتُ‏ يف
نفيس:‏ أشهدُ‏ أنك بَرِ‏ يءٌ‏ منْ‏ ديني ودينِ‏ النُّعامن بن املْنذر،‏ وَ‏ أنك لَو كنتَ‏ مَلِكً‏ ا مل
يَقُ‏ مْ‏ معه صبيٌّ‏ وامرأة طولَ‏ ما أرى.‏ فَقَ‏ ذَ‏ فَ‏ اللهَّ‏ يف قلبي له حُ‏ بًّا )98( .
وكان يميش بعفوية وتدفُّق،‏ بعيدً‏ ا عن التزمُّت والتواقر املتكلَّف؛ فقد مرَّ‏
مرَّ‏ ة يف طريقه بشاب يَسْ‏ لُخُ‏ شاة،‏ ومل يكن حيسن السَّ‏ لْخَ‏ ، فحاد إليه،‏ فقال له:‏
‏»تَنَحاَّ‏ حتى أريك؛ فإين ال أَراكَ‏ تُ‏ سنُ‏ تسلُخُ‏ «. فأدخل يده بني اجللد واللحم،‏
فدحس هبا )99( حتى توارت إىل اإل ِ بْط،‏ ثم قال صىل اهلل عليه وآله وسلم:‏ ‏»هكذا
يا غالم فاسلخ«.‏ ثم انطلق )100( .
ومرَّ‏ يف طريقه برجل قد وضع بُرْ‏ مَتَه عىل النار،‏ فقال له:‏ ‏»أطابتْ‏ بُرمَ‏ تُك؟«.‏
)101(
قال:‏ نعم بأيب أنت وأمي يا رسولَ‏ اهلل.‏ فتناول منها بَضْ‏ عَةً‏ ، فجعل يَعْلُكُ‏ ها
ينظر:‏ ‏»سنن النسائي«‏ )267(، و»السنن الكربى«‏ للنسائي )265(، و»صحيح ابن
9) حبان«‏ )1258(، و»مسند الرساج«‏ )24(.
ينظر:‏ ‏»األحاديث الطوال«‏ للطرباين )1(.
9) أي:‏ أدخلها ودسها.‏
9) ينظر:‏ ‏»سنن أيب داود«‏ )185(، و»سنن ابن ماجه«‏ )3179(، و»صحيح ابن حبان«‏
10) 10) أي:‏ يمضغها.‏
اليوم
45 النبوي
)1163(، و»سنن البيهقي«‏ )22/1(.