ماكو فضاء حر للابداع -2-2022
ماكو فضاء حر للابداع -2-2022
ماكو فضاء حر للابداع -2-2022
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
121<br />
املتميز يف صناعة اخلزف التي كانت تتجلى<br />
يف شخصيتها املنفردة، ما جعلها تصبح محط<br />
اهتمام أبرز النخب الفنية والشخصيات<br />
الثقافية يف بغداد.<br />
جدارية تخليداً السم باباكركر<br />
أدى جناح معرضها املنفرد إلى اختيارها من<br />
قبل شركة النفط العراقية لتصميم لوحة<br />
جدارية ملقر الشركة يف بغداد، وكانت اللوحة<br />
اجلدارية اخلزفية واملعروضة على غالف<br />
مجلة العاملون يف النفط )اإلصدار رقم 53(<br />
يف العام 1966 مغامرة فنية ممتعة للراضي، إذ<br />
جنحت يف دمج مناذج من تاريخ صناعة النفط<br />
مع مثيالتها من املوروث العراقي، واختارت أن<br />
تولي اهتماماً باسم »بابا كركر« وهي منطقة<br />
قريبة من كركوك اكتشف النفط فيها عام<br />
1927. وضعت هذا االسم يف منتصف اللوحة<br />
اجلدارية وجملت <strong>حر</strong>وف كلمة »كركر« يف<br />
أشكال فنية على شكل أهلة كبيرة وأضافت<br />
رسومات ألنابيب النفط املستخدمة عادة يف<br />
الصناعات النفطية. زينت الراضي وجه اللوحة<br />
اجلدارية بأشكال مفاتيح مستديرة وأنابيب<br />
كثيرة وصور جتريدية للصهاريج وأبراج التبريد<br />
واألحواض والشمس احلارقة. أظهرت هذا عن<br />
طريق تبني أساليب تقليدية قدمية، متجنبة<br />
استعمال التلميع، مفضلة بقاء العمل بلون<br />
التراب الذي تنعكس عليه أشعة الشمس.<br />
تضمنت اللوحة اجلدارية ثماني وعشرين<br />
قطعة بالط مربعة لتشكل جدارية رائعة بطول<br />
٧ أقدام وعرض ٤ أقدام. كانت الراضي آنذاك<br />
يف عمر اخلامسة والعشرون، ولم مينع سنها<br />
أن يتم تفويضها للقيام بأعمال مهمة.<br />
أجرت مجلة العاملون يف النفط التي تصدر<br />
عن شركة النفط العراقية مقابلة مع الراضي،<br />
فظهرت مع املقابلة صور عن ورشتها، وكانت<br />
عبارة عن قبو ممتلئ بالبسط والرسومات<br />
الطفولية ورسومات عشوائية وصور للممثلني<br />
واملوسيقيني اللذين أعجبت بهم وأطروا<br />
طبيعتها الودودة املليئة باحليوية. يف النقابلة<br />
عبّرت الراضي عن رغبتها بارتداء التنانير<br />
القصيرة، وحتدي القيود االجتماعية، وشغفها<br />
بابتكار األزياء، فضال عن حبها للقطط<br />
واحتفاضها بالعشرات من اجلوارب امللونة<br />
املنقطة واملخططة ذات األشكال الدائرية<br />
واملثلثة. كانت تصفّف شعرها بنفسها، ولم تزر<br />
صالونات تصفيف الشعر كونها ال تستطيع<br />
حتمل اجللوس أكثر من دقائق معدودة. كانت<br />
تهوى السباحة وتذهب باستمرار إلى املسبح<br />
يف نادي العلوية، وأحبت الطبخ وأبدعت يف<br />
حتضير أطباق الدوملا والكبة واملجدرة. أبدت<br />
الراضي يف حديثها مع احملاور شغفها بالسفر<br />
واعتباره ضرورة وخصوصاً ملن ميتلك موهبة<br />
فنية تدفعه للتعرف على فنانني أكثر ولإلطالع<br />
على آخر املستجدات.<br />
لم تهتم الراضي لألحكام التقليدية اخلاصة<br />
باملرأة أو بالفنانني، وإمنا أطلقت العنان<br />
لشخصيتها، وقدمت أفكارها مثاالً. بعد ثالث<br />
سنوات أوكلت شركة الطيران العراقية إلى<br />
الراضي بصناعة لوحة جدارية.<br />
بني البساطة واخلبرة<br />
أقامت الراضي عددا من املعارض املنفردة:<br />
األول يف غاليري »وان« يف بيروت يف العام<br />
1966، والثاني يف جمعية الهالل األحمر<br />
العراقي يف العام ، 1967 والثالث يف غاليري<br />
السلطان يف الكويت يف العام 1970، قبل<br />
أن تنتقل إلي بيروت يف العام 1971. تولت<br />
الراضي منصب محاضر يف اجلامعة األميركية<br />
يف بيروت عن فن اخلزف يف قسم الفنون<br />
اجلميلة والتعبيرية حتت اإلشراف اإلداري<br />
للبرفسور بيتر هاريسون سميث. نشرت مجلة<br />
»كونتاكت« خبراً عن انتقال الراضي إلى بيروت