26.07.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

العراقية،‏ بوعي ستيني جامح مهووساً‏ بالهوية،‏<br />

مانحة أعمالها فتنة االختالف،‏ ولذة التجريب،‏<br />

بحدوس تخيلية.‏<br />

دمى خزفية قد تشكلت يف الوعيها اجلمعي،‏<br />

كتغذية استرجاعية،‏ تسترد عافية أشكالها من<br />

حنني مبثوث بحوارية ليست خافية مع الدمى<br />

الطينية للقرى الزراعية البكرية يف العراق قبل<br />

التدوين ‏،ويف متون امليثالوجية ، كتمائم عسى<br />

أن ‏)تقيد املوت(‏ يف طمي لدن .<br />

حقا ‏»هنا وهناك يف العقل صناديق أمينة<br />

حلفظ شذرات املاضي«‏ على حد تعبير<br />

برجسون<br />

إال أن دمى الراضي ال حتمل هذا اجلدل<br />

عن صخب املدينة ارمتاساً‏ يف النقاء ببستان<br />

يف ‏)الصليخ ) - جنينة بأطراف بغداد،‏ وكأنها<br />

تسترد البراءة األولى،‏ وتعَمد احلنني للطبيعة<br />

بعيداً‏ عن صخب العواصم التي طرزت<br />

محطاتها املتتالية يف الهند وانكلترا وبيروت .<br />

وسوف تكون لهذا البستان سرديات مبثوثة يف<br />

أعمالها ويومياتها الشهيرة ( يوميات بغداد<br />

1998، دار الساقي ) * ‏)الشكل-‏ 1(. وجعل<br />

إصدار كتابها هذا مدعاة لهجرة العراق،‏ حيث<br />

اختارت املكوث األبدي يف بيروت التي خبرتها<br />

ودرست اخلزف يف اجلامعة األميركية فيها<br />

لألعوام )1975-1971( وأقامت معرضها<br />

اخلزيف األول،‏ ومشاركاتها العديدة التي لفتت<br />

شكل 2 نهى الراضي.‏ عمل خزيف<br />

نهى الراضي يف لباس الهاشمي البغدادي<br />

شكل ‎1‎‏.غالفني لكتابها ( يوميات بغداد(‏<br />

شكل 3 نهى الراضي،عمل خزيف ( مرآة(‏<br />

املرير واملأزوم ، تتساوق أشكالها بنعومة وترف<br />

مصغية لعالم بريء يحمل وعوداً‏ بالسعادة يف<br />

عالم ال يكترث كثيراً‏ بذلك،‏ وزمان ال ميكن<br />

التعويل فيه على الفن السترداد ذلك الوعد،‏<br />

إال أن الراضي بسجال معاند تراهن على ذلك،‏<br />

من خالل متحفها املبتكر-‏ ‏)متحف السعادة<br />

‏(،عندما اتخذت من الفن تأكيداً‏ للذات<br />

ومشروعاً‏ للحياة،‏ واملجازفة بكل ما سواه،‏<br />

إذ سخرت كل إمكانياتها للبوح اجلمالي يف<br />

أكسسواراتها وزيّها من زهرة تدمي املكوث<br />

على شعرها،‏ أقراط ، قالئد وأساور ملونة،‏<br />

إلى الشروع فطرياً‏ للسكن يف الطبيعة بعيداً‏<br />

االنتباه لتجربتها اخلزفية.‏<br />

تسرب اجلمال يف تفاصيلها من لقى راحت<br />

تؤثث وجودها بوله يف أدراج مخيّلتها وخزائنها<br />

، حيث تلج الراضي الطبيعة بكل عناصرها<br />

لتشيد من عناصرها متون خطابها اجلمالي<br />

يف ‏)حكمة احلياة(‏ تستدرج الطيور واألسماك<br />

والنخيالت،‏ واألحجار ‏،والوجوه البريئة.‏<br />

‏)الشكل-‏ 2( يف ظاهراتية انطلوجية لتحليل<br />

‏)العالم احمليط(.‏ فالفنانة يشغلها ‏)الكائن <br />

هنا ) بكل ما يحفل من تنوع ومصاهرة وتنافذ<br />

وجتاذب واختالف يف عناصره .<br />

عالمات شكّلت وثوقيتها بطرف بسيط من<br />

58

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!