ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

جواد سليم ورفاقه فاملشروع ال ينبني على
استعارات مباشرة تلغي أسئلة الذات ، بل
متنح املتلقي قدرة التدريب على التوازن يف
الذهاب وراء األشكال،‏ ولكن ابتداءً‏ منها،‏ نحو
محركاتها.‏ لقد علم جواد سليم مكي الدخول
إلى احملترف املعبد السومري مبا يتضمن من
إشكاليات حياة ال تهب إال بقدر آثامها،‏ ولكن
بقدر عشقها أيضاً‏ وهو الذي تعلمه طالب
مكي من جواد:‏ اإلخالص للنص الفني مبا
ميتلك من مواجهة ال تدمر بتحديثات التقنية،‏
ومهاراتها،‏ بل باستعادة منطق البدائي الذي
صاغت تدشينات وعيه بالعالمات الفنية،‏ بكل
يسر،‏ بعيداً‏ عن قوانني األنظمة التالية.‏ فجواد
مكث يعمل بأصابع كأنها متتلك سحرها األول:‏
العالقة مع الوجود.‏ وطالب مكي لم يستعر
شيئاً‏ من مهارات احلداثة،‏ بل مكث يحافظ
على براءة أصابعه،‏ يف صياغة هذا الذي نراه،‏
ويرانا.‏ فاخللق،‏ كمصطلح،‏ يف هذا السياق،‏ هو
تلك البساطة املستحيلة التي تكاد تكون هبة،‏
لكنها هبة إن لم حتمى فلن تتكلم الكالم الذي
ميتلك مغزاه.‏ رمبا هناك بدائية بالغة التعقيد،‏
عند مكي،‏ تخلى جواد سليم عنها لضرورات
الغايات واملشاريع ذات الدافع اجلمعي،‏ وهي
بدائية مكثت تتحرر من توحشها بالدهشة،‏
ومبا هو نبيل.‏ فالنحات ال يصنع أوثاناً‏ أو
أصناماً،‏ بل هو،‏ على العكس،‏ يفككها:‏ يقوض
األهداف املباشرة،‏ كي يتمسك مبا يريد النحت
أن يقوله نحتاً،‏ وليس شعراً‏ أو فلسفة.‏
موضوعات بعد قبل النطق
‏»صرخة صمت داخل األشياء«‏ إنه طالب
مكي..‏ كما قال جواد سليم.‏ لقد جذبتني
العبارة..‏ عدا نهايتها األبوية التي تقول:«‏
هذا الفتى اليافع سيكون يوماً‏ خليفتي«.‏ وال
افترض أن جواد سليم قالها إال يف سياق
التبشير وليس يف سياق التبني.‏ ولو لم يكن
جواد هو الذي قال « صرخة صمت ...« فإن
طالب مكي.‏ 1987
الوان مائية على الورق.‏
طالب مكي 1992
الوان مائية على الورق.‏ 33 x 50 سم
مجموعة االبراهيمي،‏ عمان
220