ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

طرأ عليها من تغييرات كثيرة حتى انتهت إلى
الشكل الذي جندها عليها اليوم«.‏
ومثل كل املعجبني واملبشرين نراها تنتقل بني
رؤية مثالية للحروف،‏ بوصفها رموزاً‏ متعالية،‏
وبني وصفها وانطباعاتها الشخصية عن
احلروف بوصفها ذات قابلية للتشكل واملطاوعة،‏
وإمكانياتها يف املراوحة التشكيلية ما بني
التجريد والشكل املعروف،‏ بني إمكانية إعادة
التشكيل وإعادة الدمج يف اللوحة املعاصرة
مبوحياتها اخلاصة.‏
واعتبارا من آخر جملة لها،‏ بوجود تاريخ
للحروف ، وأنها باتت على الشكل الذي نراها
فيها اليوم،‏ تكتب قائلة:«‏ .. أوحى لي ذلك أن
اخلط العربي هو عبارة عن معان مجردة،‏ والذي
هو جوهره رمزي،‏ والذي يجب اال ينظر إليه
كأنه مجرد أبعاد وأشكال هندسية،‏ فهذه الفكرة
يف اعتقادي،‏ من وجهة نظر التصميم الفني،‏
تسيء إلى فردية كل حرف وتسلبه حريته يف
التعبير وفرديته،‏ ومتنع أن يكون تصميما فنيا،‏
ذلك بان كل حرف من حروف اخلط العربي
فيه القابلية الكافية وله شخصية متحركة قادرة
على أن تكون صورة مجردة،‏ وفوق ذلك فإن له
تلك الصفة الفردية الظاهرة التي تساعد على
صنع صورة كاملة تعطي معنى خاصاً‏ أو فكرة،‏
أو هي متثل حادثاً‏ جديداً‏ أو قدمياً«‏ .
احلقيقة أن الوصف األخير ميثل أسلوب الفنانة
يف حتوير حروف منتقاة وجدت فيها تلك القابلية
والشخصية املتحركة،‏ وإمكانية دمجها يف صورة
كاملة،‏ أي يف لوحة متنح لها فضاءً‏ خاصاً‏ تظهر
فيه كشخصية مميزة،‏ كما سوف نوضح.‏
وتواصل مديحة عمر يف عرض رؤيتها،‏ متوصلة
إلى وصف شخصيات بعض احلروف.‏ ويبدو
أنها تواصل تقليداً‏ تراثياً‏ شبه صويف أسبغ على
بعض احلروف مداليل محددة،‏ دينية كما يف
حرف األلف مثال،‏ أو باالقتران الصوتي كما يف
حرف العني .
تواصل قائلة:«‏ إني ألرى أن كل حرف من حروف
العربية كصورة مجردة يؤدي معنى خاصاً،‏ وأن
تلك احلروف على اختالفها يف التعبير تصبح
مصدرا لإللهام.‏ فحرف ‏)الياء(‏ له شخصية
جبارة تعبر عن معان كثيرة،‏ وحرف ‏)ع(‏ الذي ال
نظير له يف األبجدية اإلنكليزية هو حرف قوي
فعال يتضمن يف اللغة العربية معنيني مختلفني،‏
فهو من جهة يعني نبع العني،‏ ومن جهة أخرى
يعني العني التي يبصر بها الناس.‏ وأما حرف
‏)ل(‏ فهو يعطي حركات رقيقة موسيقية«.‏
وتختتم مديحة عمر رؤيتها املثيرة للحروف
لتشير إلى نوع التحويل الذي جتريه يف فنها
مديحة عمر.‏ 1950
زيت على القماش ملصق على
كارتون 30 x 40 سم
مجموعة االبراهيمي،‏ عمان.‏
مديحة عمر.‏ 1994
زيت على القماش ملصق على
كارتون،‏ 35 x 45 سم
مجموعة االبراهيمي،‏ عمان
34