ماكو فضاء حر للابداع -2-2022
ماكو فضاء حر للابداع -2-2022
ماكو فضاء حر للابداع -2-2022
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
نهى الراضي يف مشغلها يف بغداد.<br />
نهى الراضي مع املعماري رفعة اجلادرجي،<br />
الستينات<br />
مهتمة بالكتابة، ولست كاتبة، لكني تأكدت<br />
من إنني أصبت مكمن األحاسيس حني<br />
أعدت قراءة ما كتبت بعد نشره. وكانت قد<br />
نشرت يومياتها يف الغارديان اللندنية عام<br />
1991)وظلت تنشر يومياتها عن احلرب حتى<br />
وفاتها(، كما تولت مجلة الناقد اللندنية نشر<br />
الترجمة العربية لليوميات .<br />
يف الفصل األول الذي تبدأ كتابته مع أول<br />
القصف عام 1991 تنشغل نهى يف وصف<br />
البيئة احمليطة باملنزل يف منطقة الصليخ قرب<br />
األعظمية حيث كانت تعيش. »كانت النخالت<br />
الوحيدات التي أحببت حزينات ورمبا أكثر<br />
رعباً من القصف ..حتى اني أراهن مثل نساء<br />
منفوشات الشعر«. ثم تواصل رسم عالقات<br />
الناس وتعاونهم وتزاورهم خالل الظرف<br />
الصعب، وتلقي الضوء على وشائج الصالت<br />
احلميمة بني الناس من األصدقاء واألقارب،<br />
وسط جنون املوت الذي استمر خمسة وأربعني<br />
يوماً من القصف .<br />
»كنت أفضّ ل أن ال أنام، وكنت أرى شبح<br />
األشياء أو ظلّها يف ضوء انقطاع املاء<br />
والكهرباء..ونبض احلياة أيضاً«. وهي إذ<br />
تواصل رصد تفاصيل احلياة ترمي نظرها<br />
إلى كل طرف، إلى كل احليوات، حتى القطط<br />
والكالب واملخلوقات الصغيرة وهي تلوب يف<br />
ظل النار والقتل املفتوح كما تقول.<br />
ويف فصل احلصار تكون قد خبأت أسرار<br />
أوراق يومياتها ألنها تريد السفر، وهي تخاف<br />
انكشاف أسرار كتابتها التي اخذت منحى آخر<br />
بعد أن رافقت فريقا تلفزيونياً أميركياً إلى<br />
مدن عديدة حتت القصف وإلى مواقع آثارية<br />
مهمة « كنت طوال الطريق حول البالد أتأمّل<br />
اخلراب الذي شمل كل شيء من حضارة بلغ<br />
عمرها ستة آالف سنة. لم أكن أبكي لكنني<br />
كنت أنزف يف أعماقي (. وألن يومياتها غالية،<br />
وقريبة إلى نفسها ، <strong>حر</strong>صت على تصويرها<br />
عند صاحب املكتبة الذي يتمتع بثقتها .إنها<br />
تسمعه يقول بعد أن أعلنت األمم املتحدة<br />
قرارات العقوبات بحق العراق : »ال تقلقي<br />
كثيراً ..أنا أرى العراقيني جميعاً يعانون من<br />
احلاجة واألسى، لكني أؤكد لك أنهم سيبقون<br />
وسيحيون، وسأبقى أنا أيضاً. وتؤكد نهى<br />
طاقة البقاء لدى العراقيني الذين رأوا أهواالً<br />
على مدى القرون يوم كانت اجليوش الغازية<br />
تقبل من كل مكان لتخرب املدن ومتحو آثار<br />
احلضارات كما فعل امليديون واألخمينيون<br />
94