26.07.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ذكريات عن طالب مكي<br />

هو من عجينة تراب أور شيّد زقورة إبداعه<br />

يف مكتبي يف الطابق الثالث من املبنى اجلديد<br />

ل ‏)دار ثقافة االطفال(‏ يف حي الكرادة ببغداد..‏<br />

الطابق الذي خصص ليكون ورشة العمل<br />

اخلاصة باألقسام الفنية لتنفيذ مطبوعات<br />

الدار وجدت بصعوبة متسعاً‏ ملكتب جديد<br />

طلبته خصيصا للفنان ‏»طالب مكي«!‏<br />

‏»طالب مكي«‏ الفنان األصم األبكم..‏ الفنان<br />

الذي استقبلني ذات يوم من عام )1969( وهو<br />

رسام المع ورئيس للقسم الفني ملجلة ‏)مجلتي(‏<br />

التي كان من أهم مؤسسيها.‏<br />

كان لطالب الذي أنهى دراسته يف معهد<br />

الفنون اجلميلة ببغداد ، واشتهر كرسام ونحات<br />

بارع الدور الريادي يف الرسم ملطبوعات<br />

األطفال يف العراق،‏ ويف اختيار تلك املجموعة<br />

املدهشة من رساميها الشباب للرسم للمجلة<br />

اجلديدة واالشراف عليهم وتوجيههم،‏ ال بل<br />

إنه كان مبثابة بنك املعلومات التصويري لهم<br />

يف رسم أشكال األزياء وطرز البناء،‏ وكافة<br />

التفاصيل الدقيقة األخرى لكل العصور<br />

التاريخية التي تدور فيها أحداث القصص<br />

واحلكايات بدقة عجيبة.‏<br />

ويف لقاء كنت أجريته قبل سنوات طويلة<br />

بالفنان الراحل«‏ مؤيد نعمة«‏ حتدث عن دور<br />

الفنان طالب مكي الكبير يف تأهيل رسامي<br />

مجلتي،‏ وتأثيره به شخصيا،‏ فقال:«‏ كان الفنان<br />

الكبير طالب مكي هو املدير الفني املشرف<br />

على تدريب الرسامني على هذاالنوع اجلديد<br />

من الرسم،‏ وعلى يديه تلقيت تدريباً‏ رائعاً،‏<br />

فبالرغم من أنه لم يسبق له العمل يف هذا<br />

املضمار،‏ إال أن موهبته اخلارقة أعطته قابلية<br />

عجيبة يف استيعاب تقنيات هذا التخصص.‏<br />

تأثرت بطالب واستوعبت دروسه املدهشة،‏<br />

وأصبحت يف وقت قصير أحد الرسامني<br />

املعتمدين يف املجلة«.‏<br />

لعلي وقتها كنت يف احلادية عشرة،‏ أو رمبا<br />

أكثر بعام عندما زرت مكاتب مجلة مجلتي يف<br />

مبنى كانت تشغله ‏)وكالةاالنباء العراقية(.‏<br />

قدمت لطالب مكي مخطوطة أول مجلة أطفال<br />

كاملة كنت رسمتها باأللوان،‏ وأعددت نصوصها<br />

وكتبت سيناريوهات قصص أبطالها بنفسي.‏<br />

لم أفهم طلبه فتدخل زميل له،‏ وقال بأنه يطلب<br />

االحتفاظ مبخطوطة املجلة لعدة أيام ليراها<br />

بروية.‏ وعندما عدت بعد أيام أجروا معي لقاءً،‏<br />

ونشروا لي رسوما،‏ وأعطوني نصحا،‏ وقطعوا<br />

عليّ‏ عهودا بالتواصل واالستمرار.‏<br />

اليوم أوكلوا إلي رئاسة القسم!‏<br />

نفس القسم الذي كان ‏»طالب مكي«‏ يديره،‏<br />

ويرسم لها األساطير واملالحم والقصص<br />

ببراعة مذهلة بتقنية األشرطة املصورة،‏<br />

طالب مكي بريشة املندالوي 1984<br />

طالب مكي مع الفنان املندالوي.‏<br />

دار ثقافة الطفل.‏‎1981‎<br />

241

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!