26.07.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

ماكو فضاء حر للابداع -2-2022

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

طالب مكي .. صرخة صمت داخل األشياء!‏<br />

عادل كامل<br />

ال أقول أنه يستعير آليات عمل البذرة:‏ موتها<br />

كشرط من شروط اإلنبات فحسب،‏ بل ألنه<br />

تعلم،‏ بالدرجة األولى ذلك االكتفاء بلملمة<br />

طالب مكي.‏ حصان.‏‎2002‎<br />

برونز.‏ 22 x 8 x 28 سم<br />

مجموعة االبراهيمي،‏ عمان.‏<br />

طالب مكي.‏ وجه،‏ برونز<br />

الضجات داخل صناديق وأجساد مختزلة،‏<br />

ووجوه ال تذكرنا إال بطوفانات وأوبئة وأحزان<br />

ومآسٍ‏ حافظ النص الفني على صياغتها<br />

بكرامة.‏ قد يعترض عليّ‏ أصحاب املناهج<br />

احلديثة بألف حجة،‏ ولكني اكتفي بإشارة<br />

واحدة تدحض أوهام مناهجهم احلديثة التي<br />

ال تكمن يف األفكار،‏ بل يف اللغة.‏ فقد استعرنا<br />

من القرن الثامن عشر والتاسع عشر األفكار،‏<br />

أما أن ننقل االستعارة إلى املنهج،‏ وسياقه،‏<br />

وتفاصيله،‏ فإنها ستخص اللغة،‏ وأساتذة هذه<br />

املناهج،‏ بالدرجة األولى،‏ ال يغادرون حدود<br />

العربية.‏ فأية حداثة،‏ عدا مصطلحاتها،‏ سترن<br />

بعض الوقت،‏ وتختفي قبل أن تتلمس تراب<br />

مدفنها وبعثها!.‏<br />

إن طالب مكي تلمس هذا املشروع،‏ ببساطة،‏<br />

فبدائيته كانت مشبعة باللغز الذي صاغته<br />

أقدم األصابع:‏ دمى طينية سبقت عصر<br />

التدوين بزمن بعيد لها نظام التوصيل.‏<br />

فالنحت،‏ وضمناً‏ النحت الفخاري،‏ امتلك<br />

لغز األبجدية:‏ <strong>حر</strong>وفها وأصواتها.‏ فثمة نظام<br />

مكث يف حدود تلك النصوص التي ال تقارن<br />

إال مبنجزات احلداثة األوربية.‏ وستشكل كل<br />

قراءة،‏ للقراءات السابقة،‏ متهيداً‏ لقراءة تناسب<br />

إعادة صياغة نصوص املاضي.‏ لقد تعلم طالب<br />

مكي االقتصاد.‏ فقد كانت حكمة جواد سليم،‏<br />

هي األخرى ولقد نبهنا شاكر حسن إليها<br />

قبل نصف قرن تذهب حيث امللغزات وحدها<br />

جديرة بالعناية.‏ الفن ال ينتظر شروحات،‏ ألنه<br />

ليس عمال ً] أخالقياً[‏ أو<br />

[ أيديولوجياً[‏ إال يف حدود جتانسه ومتاسكه<br />

البنيوي الداخلي.‏ فلماذا،‏ على سبيل املثال،‏<br />

امتلكت متاثيل اآللهة عشتار،‏ أو متاثيل األم،‏<br />

قدرة االمتداد مع األزمنة املتعاقبة،‏ ولم تدفن،‏<br />

214

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!