Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ε<br />
اللھ على عباده؟ قال: قلت: اللھ ورسولھ أعلم، قال: حق َّھ علیھم أن یعبدوه<br />
ولا یشركوا بھ شیئاً، أتدري ما حق ُّ العبادِ على اللھ إذا فعلوا ذلك؟ قلت:<br />
اللھ ورسولھ أعلم ، قال: حَق َّھم علیھ أن لا یعذّ ِبَھَم" (1) . فھذا حق ٌّ وجب<br />
بكلماتھ التامة ووعده الصادق، لا أن العبد نفسھ یستحق على اللھ شیئاً كما<br />
یكون للمخلوق على المخلوق.<br />
وإن كان مُرادُه الإقسام على اللھ بحق فلان، فذلك محذور أیضاً، لأن<br />
الإقسام بالمخلوق لا یجوز، فكیف على الخالق؟! وقد قال ε: "من حلف<br />
أن یقول<br />
بغیر اللھ فقد أشرك" (2) . ولھذا قال أبو حنیفة وصاحباه ψ: یُكره (3)<br />
الداعي: أسألك بحق فلان، أو بحق أنبیائك ورسلك، وبحق البیت الحرام،<br />
ونحو ذلك. وھذا ونحوه من الأدعیة المبتدعة، لم ینقل عن النبي ε، ولا عن<br />
الصحابة، ولا عن التابعین، ولا عن أحد من الأئمة ψ. والدعاء من أفضل<br />
العبادات، والعبادات مبناھا على السنة والاتباع، لا على الھوى والابتداع.<br />
وتارة یقول: بجاه فلان عندك، أو یقول: نتوسل إلیك بأنبیائك ورسلك<br />
وأولیائك، ومراده: لأن فلاناً عندك ذو وجاھة وشرف ومنزلة، فأجب<br />
دعاءنا، وھذا أیضاً محذور، فإنھ لو كان ھذا ھو التوسل الذي كان الصحابة<br />
یفعلونھ في حیاة النبي لفعلوه بعد موتھ، وإنما كانوا یتوسلون في حیاتھ<br />
بدعائھ، یطلبون منھ أن یدعو لھم، وھم یُؤمّ ِنُون على دعائھ<br />
(4) ، كما في<br />
(1 ( متفق علیھ. قلت: حق اللھ على العباد أن یعبدوه العبادة بمعناھا العام والشامل<br />
لجمیع ما یحبھ اللھ من الأعمال الظاھرة والباطنة، والبراءة من كل ما ینافیھا،<br />
والعبادة بھذا المعنى والشمولیة قل َّ من یوفیھا حقھا وبخاصة في زمان تزاحم<br />
الآلھة المزعومة التي تستشرف خصائص الإلھیة والربوبیة.<br />
(2 ( صحیح، رواه أحمد، والحاكم وصححھ. قلت: الحلف بغیر اللھ تعالى نوعان:<br />
عادة، وعبادة، فما كان منھ عادة كحلف المرء بأبیھ، أو قولھ وحیاتك ونحو ذلك<br />
مما اعتاده الناس فھو شرك أصغر. وما كان منھ یطلق على وجھ العبادة<br />
والتعظیم للمحلوف بھ فھو شرك أكبر یخرج صاحبھ من الملة، وكلا النوعین قد<br />
دلت علیھما النصوص الشرعیة.<br />
( 3 )<br />
الكراھة ھنا تحمل على التحریم.<br />
(4 ( عن عثمان بن حنیف أن رجلاً ضریر البصر، أتى النب َّي ε، فقال: ادع اللھ أن<br />
یعافیني، قال: "إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فھو خیرٌ لك". قال: فادعھ،<br />
قال: فأمره أن یتوضأ، فیحسن وضوءه، ویدعو بھذا الدعاء: "اللھم إني أسألك<br />
137