You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
-<br />
قال القرطبي: وقولُھ: [ونضعُ الموازینَ القِسْطَ لیومِ القیامَ ِة]. یحتملُ أن<br />
یكون ثَم َّ موازینُ متعددة تُوزَ نُ فیھا الأعمالُ، ویَحتملُ أن یكون المرادُ<br />
الموزونات، فَجُمعَ باعتبارِ تَنوِّعِ الأعمالِ الموزونَةِ، واللھ أعلم.<br />
میزانُ الأعمالِ حِ سّ ِي ٌّ مُشاھَد<br />
الذي دَل َّتْ علیھ الس ُّن َّة: أن میزانَ الأعمالِ لھ كِف َّتا نِ حِ سّ ِی َّتانِ مُشَاھدتان،<br />
قال رسولُ اللھ : "إن َّ اللھَ سَیُخَلّ ِصُ رَ جْلاً مِنْ أُم َّتي على رُ ؤوسِ الخلائِقِ<br />
یومَ القیامةِ، فینْشُرُ علیھ تِسْعَةً وتسعینَ سِجِ لاً، كُل ُّ سِجِ ٍلّ مَد ُّ البصرِ<br />
یقولُ لھ: أتنكِرُ مِن ھذا شیئاً؟ أظلمكَ كَتَبتي الحافِظونَ؟ قال: لا، یاربِّ،<br />
فیقولُ: أَلكَ عُذْرٌ أو حَسَنَةٌ؟ فَیُبْھَتُ الرجلُ، فیقول: لا یارَ بِّ، فیقولُ: بلى، إ َّن<br />
لكَ عندَنا حسنةً واحِ دةً، لا ظُلْمَ علیكَ الیومَ، فتُخرَ جُ لھ بِطاقَةٌ فیھا: أشھدُ أنْ<br />
لا إلھ إلا اللھُ، وأن َّ مُحمداً رسولُ اللھِ(2) ، فیقولُ: أحضروه، فیقول: یارَ بِّ،<br />
ما ھذه البطاقةُ معَ ھذه السّ ِجِ لا َّتِ؟! فیقولُ: إن َّكَ لا تُظْلَمُ، قال: فتوضَعُ<br />
السّ ِجِ لا َّتُ في كِف َّةٍ، والبطاقةُ في كفةٍ، قال: فطاشَتِ السّ ِجلاتُ ، وثَقُلَت<br />
البِطاقةُ، ولا یَثْقُلُ شيءٌ بِسْمِ اللھِ الرحمن الرحیم" (3) .<br />
ومِنَ الأحادیثِ الدال َّةِ على وزنِ الأعمالِ، قولُھ ε: "الطھورُ شَطرُ<br />
الإیمان (4) ، والحمدُ ِ تَمْلأُ المیزانِ" (5) . وقولُھ: "كَلِمتانِ خفیفتانِ على<br />
(1) ، ث َّم<br />
-<br />
ε<br />
( 1 )<br />
( 4 )<br />
ینبغي أن تحمل سعة ھذه السجلات وضخامتھا على أنھا لا تحوي على<br />
الشرك الأكبر، ولو كانت تتضمن الشرك الأكبر لما نفع الرجل شيء، ولحبطت<br />
عنھ مطلق حسناتھ وأعمالھ، كما قال تعالى: [ولو أشركوا لحبِطَ عنھم ما كانوا<br />
یعملون]. وقال تعالى: [إنھ من یُشرك باللھ فقد حَر َّمَ اللھ علیھ الجنة].<br />
فنصوص الشریعة تصدق بعضھا بعضاً، ولا تَعارض بینھا و الحمد.<br />
( 2 )<br />
قد تقدم أن شھادة أن لا إلھ إلا اللھ، محمداً رسول اللھ لھا شروط ونواقض،<br />
وھي تنفع صاحبھا، عندما یستوفي شروطھا ویجتنب نواقضھا، وعلى ھذا<br />
المعنى ینبغي أن یحمل انتفاع الرجل بشھادة التوحید، المدونة في البطاقة التي<br />
ثقلت ورجحت على جمیع السجلات، ولیس كما یقول أَھْل الإرجاء أن الرجل لم<br />
یكن عنده من الحسنات سوى نطقھ لشھادة التوحید، فضلوا بذلك وأضلوا!!.<br />
(3 ( صحیح، رواه أحمد وغیره.<br />
فیھ أن الإیمان عمل. وفي صحیح سنن ابن ماجة )<br />
326