Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الرب ُّ یَغضَبُ إنْ تركتَ سُؤالَھُ وبنَي ُّ آدَمَ حِ ینَ یُسْأَلُ یَغْضَبُ<br />
-مَعانٍ مُسْتَخْلَصَة مِنْ ن َّدْبِ اللھِ تعالى إِلى الدعا ِء-<br />
أَحَدُھا: الوجودُ، فإن َّ مَنْ لیسَ بموجودٍ لا یُدْعى.<br />
الثاني: الغِنى، فإن َّ الفقیرَ لا یُدعى.<br />
الثالث: الس َّمْعُ، فإن َّ الأصَم َّ لا یُدْعى.<br />
الر َّابع: الكَرَ مُ، فإن َّ البخیلَ لا یُدْعى.<br />
الخامس: الر َّ حمةُ، فإن َّ القاسيَ لا یُدْعى.<br />
السادس: القدرةُ، فإن َّ العاجِ زَ لا یُدْعى.<br />
-الت َّعَل ُّقُ بالأَسبابِ شِرْ كٌ، والإعراضُ عنھا نَقْصٌ في العَقْلِ وقَدحٌ<br />
في الش َّرْ عِ-<br />
مِم َّا ینبغي أَنْ یُعلَمَ أَن َّ الالتفاتَ إِلى الأَسبابِ شِرْ كٌ في التوحید (2) ، ومحو<br />
الأسبابِ أَنْ تكونَ أسباباً، نَقْصٌ في العَقْلِ(1) ، والإعراضُ عن الأسباب<br />
(1)<br />
فاللھ تعالى كما یغضب على من لا یسألھ، فھو یغضب على من یسأل غیره<br />
من غیر ضرورة مُلزمة؛ لأن سؤالھ المخلوق في حقیقتھ یتضمن شكوى الخالق<br />
-الذي أَحَل َّ بھ الفقر والبلاء- للمخلوق لیكشف عنھ ما أصابھ من بلاء وفقر بقدَرٍ<br />
من اللھ تعالى، فھو یشكو الخالق للمخلوق. لذا فإن الشارع نھى عن سؤال<br />
الناس شیئاً، ولأھمیة الأمر فإن النبي أخذ من أصحابھ بیعة مستقلة على أن<br />
لا یسألوا الناس شیئاً، كما في الحدیث عن <strong>أبي</strong> ٍ ذرّ قال: دعاني رسول اللھ<br />
فقال: "ھل لك إِلى البیعة ولك الجنة؟" قلت: نعم، وبسطت یدي، فقال رسول<br />
اللھ وھو یشترط: "على أن لا تسأل الناس شیئاً"، قلت: نعم، قال: "ولا<br />
سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه".<br />
وقال ε: "من تكفل لي أن لا یسأل الناس شیئاً أتكفل لھ بالجنة".<br />
(1 ( عجیب لمن یُؤاثر المخلوق الضعیف البخیل، الذي یغضب من سؤال الناسِ<br />
لھ، على الخالق القدیر الكریم، مالك الملك، الذي یحب من العباد أن یسألوه، لكي<br />
یُجازیھم على سؤالھم خیرا!! وقد قال تعالى: [قل لو أنتم تملكون خزائِنَ رحمة<br />
ربي إذاً لأمسكتم خشیَةَ الإنفاق وكان الإنسانُ قَتُوراً]. فمن نعم اللھ على خلقھ<br />
أن تصریف الأرزاق بیده وحده.<br />
(2 ( ھو شرك لتعلق القلب بالسبب، والنظر إلیھ على أنھ مصدر الرزق، أو الجھة<br />
التي یركن إلیھا لتفریج الكروب عند حدوث الملمات والمصائب.. فھو ینظر إِلى<br />
الأسباب ولا یتعداھا، ونسي خالق الأسباب ومسخرھا الذي بیده ملك كل شيء.<br />
ε<br />
ε<br />
349<br />
ε