19.08.2017 Views

تهذيب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي.. نسخة جديدة ومنقحة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وإنما وقع التقصیر من كثیر من المنتسبین إلیھ،‏ فلم یعلموا ما جاء بھ<br />

الرسولُ‏ في كثیرٍ‏ من الأمور الكلامیة الاعتقادیة،‏ ولا في كثیر من الأحوال<br />

العبادی َّةِ،‏ ولافي كثیر من الإمارة السیاسیّ‏ ‏ِة،‏ أو نسبُوا إلى شریعة الرسول<br />

بظنھم وتقلیدھم مالیس منھا،‏ وأخرجوا عنھا كثیراً‏ مما ھو منھا.‏<br />

فبسبب جھل ھؤلاء وضلالھم وتفریطھم،‏ وبسبب عدوان أولئك وجھلھم<br />

ونفاقھم،‏ كثر النفاق،‏ ودَرَ‏ سَ‏ كثیرٌ‏ من علم الرسالة.‏<br />

بل یكون البحث التام،‏ والنظر القوي،‏ والإجتھاد الكامل،‏ فیما جاء بھ<br />

الرسول ε، لیُعْلَم ویعتقد،‏ ویُعمل بھ ظاھراً‏ وباطناً،‏ فیكون قد تُلي ح‏ َّق<br />

تلاوتھ (2) ، وأن لایُھمَل منھ شیئاً.‏<br />

وإن كان العبد عاجزاً‏ عن معرفة بعض ذلك،‏ أو العمل بھ،‏ فلاینھى عما<br />

عجز عنھ مما جاء بھ الرسول (3) ، بل حسبھ أن یسقط عنھ اللومُ‏ لعجزهِ(‏‎4‎‏)‏ ،<br />

19<br />

(1)<br />

فیمن ینحي شریعة اللھ كلیاً‏ عن الحكم ویستحسن غیرھا من شرائع الطاغوت،‏<br />

ثم ھو یفرضھا على الأمة بالحدید والنار كما ھو شأن طواغیت الحكم في ھذا<br />

الزمان..‏ لاشك أنھ أولى بالنفاق والكفر مھما زعم بلسانھ أنھ من المسلمین<br />

المؤمنین.‏<br />

(1)<br />

(2)<br />

أي محي وخفي.‏<br />

أي أن تلاوة القرآن ‏-الذي جاء بھ النبي ε- حق التلاوة،‏ تكون بقراءتھ<br />

وتدبره،‏ واعتقاده،‏ والعمل بھ.‏<br />

(3)<br />

أي غایتھ أن یَظھر الإسلام،‏ ویعم الخیر بین الناس،‏ سواء تحقق ذلك عن<br />

طریقھ أو عن طریق غیره،‏ ولاینبغي أن یصده الھوى أو التحزب أو العجز عن<br />

نصرة ذلك الحق لكونھ جاء عن طریق غیره،‏ كما ھو حال كثیر من الأحزاب<br />

الیوم.‏ ولكن قد یقال:‏ من كان عنده علم صحیح لكنھ لایعمل بھ،‏ ھل یتكلم بھ<br />

وینشره بین الناس،‏ أم أنھ یلتزم الصمت حتى لایقع تحت طائلة النصوص التي<br />

تتوعد من یقول مالایفعل؟ الصحیح:‏ أنھ یتكلم وینشر العلم الصحیح وإن كان<br />

لایعمل بھ،‏ فلئن إجتمع علیھ وزر أن یقول مالایفعل،‏ خیر لھ من أن یجتمع علیھ<br />

وزران:‏ أن یقول مالایفعل،‏ ووزر كتمان العلم،‏ وبخاصة إن كان الناس بحاجة<br />

إِلى ھذا العلم الذي قد لا یوجد إلا عنده،‏ واللھ أعلم.‏<br />

(4) لأن العجز الذي لایمكن دفعھ یسقط عن صاحبھ التكلیف،‏ كما قال تعالى:‏<br />

‏[لایكلف اللھ نفساً‏ إلا وسعھا].‏ البقرة:‏ 286.<br />

وفي الصحیحین:‏ ‏"وما أمرتكم بھ فأتوا منھ ما استطعتم"‏ والقاعدة تقول:‏<br />

‏(المیسور لا یسقط بالمعسور).‏ وھذا أمر متفق علیھ بین الأمة.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!