Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
قلیلٌ سالكھا، لایھتدي إِلیھا إِلا الخوا ُّص (2) ، وطریقة<br />
وھذه الطریق (1)<br />
بالآیات المشاھدة، لأنھا أسھل تناولاً وأوسع،<br />
واللھ سبحانھ یُفضل بعضَ خلقھ على بعض.<br />
-أكملُ الناس توحیداً الأنبیاءُ والمرسلون، وھم یتفاضلون فیھ-<br />
منھم<br />
إِن َّ أكمل الناس توحیداً الأنبیاءُ صلواتُ اللھ علیھم، والمرسلون (5)<br />
الاستدلال (4)<br />
الجمھور (3)<br />
أكمل في ذلك (6) .<br />
وأُولُوا <strong>العز</strong>م من الر ُّ سل أكملُھم توحیداً(7)<br />
وعیسى، ومحمد، صلى اللھ علیھم أجمعین.<br />
وھم: نو ٌح، وإِبراھیمُ، وموسى،<br />
وأكملھم توحیداً الخلیلان: محمدٌ وإِبراھی ُم صلوات اللھ علیھما وسلامھ،<br />
فإِنھما قاما من التوحید بما لم یقم بھ غیرھما علماً ومعرفة وحالاً ودعوةً<br />
للخلق وجھاداً، فلا توحید أكمل من الذي قامت بھ الرسل، ودَعوا إلیھ،<br />
44<br />
( 1 )<br />
( 4 )<br />
( 5 )<br />
أي طریق الإِستدلال على توحید اللھ Υ، بصفاتھ وأسمائھ، إذ أن المألوه<br />
المستحق لكمال العبادة ھو الإلھ المتصف بھذه الأسماء الحسنى والصفات العلیا،<br />
أما ماسواه -أی َّاً كان- فإنھ مجبول على الضعف والحاجة والنقص والعجز، ومن<br />
كان كذلك لایستحق أن یُعبد، ولایجوز أن یُعبد، أو یُھتدى لعبادتھ.<br />
(2 ( ھم أَھْل العلم والتوحید الخالص، أَھْل الاتباع لا الابتداع.<br />
(3 ( ھم العامة من المسلمین.<br />
أي الإستدلال على وحدانیة اللھ Υ.<br />
الفرق بین النبي والرسول: أن النبي یُوحى إِلیھ لكنھ لم یؤمر بتبلیغ الناس بما<br />
أوحي إِلیھ. بینما الرسول یُوحى إِلیھ ویرسل إِلى أناس معینین لیبلغھم بما أوحي<br />
إِلیھ، ولذلك قالوا: كل رسول نبي ولیس العكس.<br />
( 6 )<br />
المرسلون ھم أكمل إِیماناً وتوحیداً، لأنھم الأكثر جھاداً وتضحیة ومعاناة من<br />
أجل إظھار التوحید وإبطال عبادة الطواغیت، فالمرء كلما كمل جھاده ونصره<br />
للتوحید كلما كمل توحیده وإیمانھ، وأعطاه اللھ القبول في الأرض وفي السماء.<br />
ومن یتأمل سیر الس َّلَف الصالح وسبب تفاوت مراتبھم یُدرك حقیقة ذلك.<br />
( 7 )<br />
فیھ أن التوحید یتفاضل بین الناس كالإیمان، وھذا یستدعي من طالبھ أن<br />
لایقتنع بحد یقف عنده، فالمرء كلما كمل توحیده كلما كان أقرب في الإِقتداء<br />
والتأسي بأولي <strong>العز</strong>م من الرسل وكان أحسن حالاً، وأسلم دیناً، وأرضى <br />
تعالى.