19.08.2017 Views

تهذيب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي.. نسخة جديدة ومنقحة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

. (1)<br />

الكونیة،‏ فھي الإِرادة المذكورة في قول المسلمین:‏ ما شاء اللھ كان،‏ وما<br />

لم یشأ لم یكُنْ‏<br />

قولُھ:‏ " لاتَبْلُغُھ الأوھامُ،‏ ولا تُدرِ‏ كُھ الأَفْھَا ‏ُم"‏ .<br />

(1 ( وفي قولھ تعالى:‏ ‏[إذا قضى أمراً‏ فإِنما یقول لھ كن فیكون]‏ البقرة:‏ . 117<br />

وقولھ:‏ ‏[إِنما أمره إِذا أراد شیئاً‏ أن یقول لھ كن فیكون]‏ یس:‏<br />

أقول:‏ لعقیدة القضاء والقدر غایتان عظیمتان لا ینبغي للمرء أن یسھو عنھما<br />

وھو في غمار الجدال مع الفرق الضالة،‏ أولھما تتعلق بذات اللھ سبحانھ<br />

وبصفاتھ العظیمة التي یستحقھا من غیر أن یشركھ فیھا أحد من خلقھ،‏ فعقیدة<br />

القضاء والقدر تعني أن ما من شيء في ھذا الكون الفسیح ‏-مھما دق َّ أو كبر-‏<br />

إلا بقدر،‏ وتعني أن اللھ قادر على كل شيء وأنھ تعالى قاھر لعباده على ما<br />

یرید ویشاء،‏ وتعني أنھ لایُسبق في شيء ولا یكون في سلطانھ ومملكتھ إلا ما<br />

یرید وھذا من تمام وكمال ربوبیتھ وإلھیتھ وعظمتھ وجبروتھ.‏<br />

فعقیدة القضاء والقدر من ھذا الجانب إثبات لما یستحقھ اللھ تعالى من صفات<br />

الكمال،‏ وما یستحقھ من التعظیم والتوقیر والإِجلال والتنزیھ لجلال أسمائھ<br />

وكمال صفاتھ<br />

أما الغایة الثانیة،‏ فھي تتعلق بالعبد ذاتھ،‏ إذ أن من ثمار عقیدة القضاء والقدر<br />

أن تھب المرء الأمن والإطمئنان،‏ والرضى والقناعة والزھد بما في أیدي<br />

الناس،‏ والتفسیر الصحیح لكل ما یحدث لھ أو حولھ من غیر خوف أو جزع أو<br />

قلق أو انتحار ...<br />

فعلام الخوف والجزع،‏ والضر ُّ كلھ بید اللھ تعالى لا یصیبك یاعبد اللھ-‏<br />

شيء منھ ولو اجتمع على ذلك جمیع الإنس والجن إِلا ما شاء اللھ وأراد أن<br />

یصیبك بھ ‏..؟!‏ فعلام القلق على العیش والإِستشراف بما في أیدي الناس،‏<br />

والخیر كلھ بید اللھ تعالى لایصیبك منھ شيء إِلا بإِذن اللھ وإرادتھ .. ؟!‏<br />

ثم علام القنوط والأسى الشدید على نزول المصاب أو فقدان <strong>العز</strong>یز،‏ وأنت<br />

تعلم أن خیرة اللھ لك ھي خیر من خیرتك لنفسك كما في الحدیث:‏ ‏"ولو اطلعتم<br />

على الغیب لرضیتم بالواقع"‏ .. ؟!‏<br />

ھذا كلھ یستلزم من العبد أن یزداد حباً‏ وتعلقاً‏ وانقیاداً‏ لخالقھ،‏ وأن لا<br />

یخشى إِلا اللھ ولا یقصد إِلا اللھ،‏ ولا یرجو إِلا اللھ،‏ فللھ وحده الأمر من<br />

قبل ومن بعد،‏ بیده الخیر والضر،‏ والھدى والضلال،‏ یھدي من یشاء ویضل<br />

من یشاء،‏ ویعزّ‏ من یشاء ویذل من یشاء.‏<br />

. 82<br />

-<br />

61<br />

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!