تهذيب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي.. نسخة جديدة ومنقحة

-
قال النووي في الشرح (212/1): فیھ أن َّ الإیمان شرطھ الإقرار
بالشھادتین مع اعتقادھما واعتقاد جمیع ما أتى بھ رسُول اللھ ε. ا ھ.‏
وقال ابن تیمیة في الفتاوى (609/7): الشھادتان إذا لم یتكلم بھما مع
القدرة فھو كافرٌ‏ باتفاق المسلمین،‏ وھو كافر باطناً‏ وظاھراً‏ عند سلف الأمة
وأئمتھا وجماھیر علمائھا ا ھ.‏
2- شرط الكفر بالطاغوت:‏ إذ لا یصح الإیمان إلا بعد الكفر بالطاغوت:‏ وھو
كل ما یعبد ‏-ولو في مجال من مجالات العبادة-‏ من دون اللھ تعالى.‏
وھو المراد من قولھ تعالى:‏ ‏[فمن یكفر بالطاغوت ویؤمن باللھ فقد
استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لھا واللھ سمیع علیم]‏ البقرة:‏
والعروة الوثقى كما قال أھل العلم والتفسیر ھي " لا إلھ إلا اللھ ".
مفھوم الآیة الذي دلّ‏ علیھ منطوق النصوص الشرعیة أن من آمن باللھ
لكنھ لم یكفر بالطاغوت لایكون قد استمسك بالعروة الوثقى،‏ ولا شھد أن لا
إلھ إلا اللھ الشھادة التي تنفعھ أو تنجیھ.‏
وھذا یوضحھ قولھ في صحیح مسلم:‏ ‏"من قال لا إلھ إلا اللھ وكفر بما
یعبد من دون اللھ حرم مالھ ودمھ وحسابھ على اللھ".‏
قال الشیخ محمد بن عبد الوھاب:‏ فقولھ:‏ ‏"وكفر بما یعبد من دون اللھ"‏
تأكید للنفي،‏ فلا یكون معصوم الدم والمال إلا بذلك،‏ فلو شك أو تردد لم
یعصم دمھ ومالھ ا-ھ ‏(مجموعة التوحید:‏
قلت:‏ وكونھ مھدور الدم والمال،‏ فإنھ یدل أن شھادة أن لا إلھ إلا اللھ ما
نفعتھ مع عدم الكفر بالطاغوت،‏ لأن مثلھ مثل من یقول بالشيء وضده في
آن معاً،‏ وبالتوحید والشرك..‏ !!
والكفر بالطاغوت ‏-المنجي لصاحبھ-‏ لھ صفات وأحوال وعلامات
لایتحقق الكفر بالطاغوت إلا بعد استیفائھا والقیام بھا،‏ أما دعوى الكفر
بالطاغوت بحركة اللسان ثم یتبع ذلك ما یضاده من استحسان وموالاة
وركون للطواغیت،‏ فھو زعم بلا حقیقة أو برھان،‏ ویكذبھ واقع الحال
والعمل.‏
3- شرط العلم:‏ لقولھ تعالى:‏ ‏[فاعلم أنھ لا إلھ إلا اللھ]‏ محمد:‏
في الحدیث الذي یرویھ مسلم:‏ " من مات وھو یعلم أنھ لا إلھ إلا اللھ
دخل الجنة ".
. 256
. 19 ولقولھ
.(35
52
ε
ε